المعارضة تستعدّ لهذا السيناريو
لا تبدو أجواء المبادرة الفرنسية إيجابية، خصوصاً وأن المسعى الحواري الذي تقوده فرنسا يصطدم برفض المعارضة داخلياً وليس “القوات” فحسب، وعدم حماسة المجتمع الدولي له، وبشكل خاص دول اتفاق الدوحة الخماسي، أي الولايات المتحدة، السعودية، مصر وقطر تجاهه، لا بل تمسّك هذه الدول ببيانها الذي شدّد على ديموقراطية الاستحقاق.
وتضع المعارضة في صلب أهدافها عدم وصول أي مرشّح ممانع إلى قصر بعبدا، وبالتالي فإن أي اتفاق محتمل بين باسيل و”الحزب” على دعم فرنجية سيفتح باب النقاش داخل أروقة المعارضة على كيفية الرد، وما إذا كانت ستلجأ إلى تطيير نصاب الجلسات ومدى قدرتها على فعل ذلك، خصوصاً وأن تحالف “الحزب” و”التيار” في حال حصل قد يؤمّن 65 صوتاً لفرنجية.
هذا في الشق المحلي، أما في الشق الإقليمي والدولي، فمن الواضح أن أي تسوية لم تعقد بعد حول لبنان بشكل خاص، والجهد الدولي توقف عند لقاء الدوحة الخماسي، فالاتفاق الأميركي الإيراني الأخير موضعي ولا يُعالج ملفات المنطقة بل مصالح ثنائية، والاتفاق السعودي الإيراني لا زال في مراحله الأولى ويواجه تحدّيات كثيرة تجعل الطرفين يصرفان النظر عن لبنان ليعالجا هواجسهما.
في سياق متصل، تؤكّد مصادر المعارضة على موقفها الرافض من الحوار الشامل مع “حزب الله” قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، وتُشدّد على “وجوب إنجاز الاستحقاق ضمن أطر المؤسسات الدستورية”، ما يشي بأن مسعى لودريان سيصطدم بحائط الرفض وقد يفشل.