من أطلق الرصاصة الأولى في الكحالة؟
كان يوم الأمس عصيبًا على حزب الله، فالأربعاء الذي بدأ بتوجيه أصابع الاتهام نحوه في جريمة اغتيال المسؤول القواتي السابق الياس الحصروني في عين إبل انتهى باشتباك مسلّح عند كوع الكحالة لم تنتهِ مفاعيله بعد.
صحيح أنّ السفارات الخليجية لا تقرأ في الغيب لكن “نقشت” معها وبدا من مشهد الأمس أنّ البلد يواجه مشاريع فتنوية لا يُعرف أيّ منها سينفجر ومتى.
في إشكال الأمس، سقط ابن الكحالة فادي بجاني على درج الكنيسة وقرب منزله بعدما حارب السرطان لسنوات ومن الجهة المقابلة خسر حزب الله أحد عناصره مدعيًا أنه استشهد بنيران الميليشيات.
من أطلق الرصاصة الأولى؟
يروي مختار “الكحالة” عبود خليل ما حصل، مشيرًا إلى أنّ الشاحنة انقلبت والمنطقة معتادة على حوادث من هذا النوع، فهرع الأهالي لمساعدة صاحب الشاحنة لكنهم فوجئوا بالمواكبة الأمنية المدنية المرافقة له فمنعوا من الاقتراب أو معرفة ما بداخلها.
ويقول إنّ رمي الأهالي للحجارة على الشاحنة أتى ردًا على محاولة تفريقهم بالقوة لتتطور الأمور بعدها مع إطلاق عناصر حزب الله للرصاص في الهواء بداية قبل أن تأخذ الأمور منحى آخر أكثر عنفًا أدّى إلى هذا الوضع.
ويكشف خليل عن بيان هام سيصدر مساء اليوم من دون أن يخفي العتب على الجيش اللّبناني الذي تأخر حتى يصل ولم يطأ منطقة الحادث إلّا بعد سقوط قتيلين. معتبرًا أنّ التدخل السريع كان بإمكانه أن يجنب المنطقة كلّ ما حصل ومشددًا على أنّ أهالي الكحالة يثقون بالجيش ويعتبرون أنه حامي الوطن وقوتهم من قوته.
على صعيد آخر، في استطلاع آراء بعض أهالي المنطقة أجمعوا على أنّ الكحالة ليست حاضنة لسلاح حزب الله ولا لمغامراته متسائلة لما استخدامها في إطار سعي الحزب لتطبيق أجنداته ولماذا نقل كلّ هذا السلاح إلى بيروت؟
كما عبّرت إحدى الأمهات عن التعب والخوف المستمرين فبعد جريمة المصور جو بجاني التي لم يُكشف مرتكبها بعد قُتل فادي بجاني في وضح النهار من دون أن تتحرك الجهات المعنية بجديّة. معتبرةً أنّ العيش في لبنان في ظلّ وجود السلاح غير الشرعي بات خطرًا للغاية والجميع مشروع ضحايا. وتضيف: كان أولادي قرب الكنيسة التي يُفترض أن تكون مكانًا آمنًا، كان يمكن أن يسقطوا هم أيضًا ضحايا!
إلى ذلك، سرت معلومات عن أنّ الطبيب الشرعي وبعد الكشف على جثة فادي بجاني أكد إصابته بثلاث رصاصات. هذا وقد تمّ رفع الشاحنة وسحبها من قبل الجيش اللّبناني قرابة الساعة الرابعة فجرًا بعدما انقلبت يوم أمس خلال نقل حزب الله أسلحته من البقاع باتجاه الضاحية الجنوبية.
السياسة