هل انتهت حظوظ فرنجية الرئاسية؟
من اهم الأسباب الذي دفعت القوى السياسية المعارضة الى التوقف عن الإعتراض العلني على نظرية الحوار التي يسوق لها الفرنسيون، هو تطمين المبعوث الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان إيف لودريان لهم بأن سياق الحوار قد يكون لصالحهم، خصوصا لجهة اعطائه ضمانات نظرية بأن تحصل جلسات إنتخاب مفتوحة لمجلس النواب.
الأهم، بالنسبة للمعارضة هو تأكيد لودريان مراراً وتكراراً ام فرنسا ليس لديها مرشح رئاسي، وهذا يعني أن الفرنسيين سحبوا مبادرتهم بشكل علني ولم يعد لديهم أي مسعى لايصال رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية في مقابل تسمية نواف سلام كرئيس للحكومة، الأمر الذي شكل مطلبا جديا للمعارضة في المرحلة المقبلة، نقلوه للفرنسيين بطرق عدة.
السحب العلني الفرنسي للمبادرة، لا يعني سحب إسم فرنجية، إذ بات الرجل إسماً مطروحاً مع سلة أسماء ومرشحين آخرين، ولم يعد طرحا وحيدا على الأجندة الباريسية، لذلك فإن حظوظ فرنجية، من وجهة نظر خصومه باتت أقل من السابق، ولعل طرح المقايضة الذي اعلنه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يأتي في لحظة يشعر بها الرجل بأن “حزب الله” جاهز لتقديم الكثير لانقاذ ترشيح حليفه.
لكن هل فعلاً تراجعت حظوظ فرنجية؟ عملياً تحول فرنجية الى مرشح “الثنائي الشيعي” وخسر الدفع الفرنسي الذي كان يعطي ترشيحه طابعاً مختلفاً، وهذا لا يعني في المعادلات اللبنانية أن الرجل تراجع رئاسياً، وبحسب مصادر مطلعة فإن الرئيس السابق ميشال عون كان لسنوات مرشح “حزب الله” وحده ووصل الى رئاسة الجمهورية في نهاية المطاف.
وترى المصادر ان معيار تراجع حظوظ فرنجية او تقدمها مرتبط بموقف “حزب الله” من هذا الترشيح، فإذا اصر الحزب على ايصال فرنجية لا يمكن ايصال رئيس آخر للجمهورية وهذا ما قد يفتح، مع الوقت، نوافذ عديدة يتمكن من خلالها فرنجية من استعادة دعم بعض الدول التي سحبت دعمها منه.
وتقول المصادر ان الحزب مصر حتى اليوم على فرنجية، ومصر ايضا على منع وصول اي مرشح آخر للرئاسة، وهذا يعني بشكل واضح وحاسم ان المفاوضات الرئاسية ستحصل على “الساخن” اي على وقع تطورات المنطقة، الايجابية أو السلبية، وعلى وقع تطور الواقع النقدي والاجتماعي في لبنان في شهري آب وأيلول، وعليه فإن الحديث عن حظوظ هذا المرشح او ذاك لا تزال في غير محلها.