مفاجأة الجيش… وما لم نكن نتوقّعه!
إنّه عيد الجيش. ولكنّه عيد من دون احتفال… “من دون نكهة”. نعايد “حامي الوطن”، في ظلّ أسوأ انهيار يعيشه البلد وفي ظلّ فراغ يتمدّد إلى كافة المؤسّسات ويهدّد، بعد فترة، الجيش بحدّ ذاته. فما هو الواقع الراهن للجيش؟
يعيش الجيش اليوم في أزمة لم يشهد لها مثيلاً في تاريخه. ومعاناة العسكريين هي نفسها ككلّ الشعب اللبناني، ولا يمكن القول إن العسكري حاصل على حقوقه إذ راتبه لا يكفيه رغم كلّ الزيادات فهو يصل إلى حوالى 150 دولاراً فقط وفق سعر صيرفة، وبالتالي لا يكفي لأيّام معدودة. كما أنّ كثراً يضطرّون للعمل من أجل تأمين الحدّ الأدنى من العيش لعائلاتهم.
لكن رغم كلّ ذلك ورغم الصعوبات والمعاناة، تُشير المعلومات إلى أنّ الإقبال على التطوّع في الجيش لا يزال كالسابق، وأنّ الأعداد لم تتراجع. وهذا يشكّل مفاجأة في حدّ ذاته.
وفي ظلّ هذا الوضع، قامت قيادة الجيش بعدّة إجراءات لتخفيف الصعوبات عن العسكريين، من مساعدات غذائيّة وطبيّة و”باصات” نقل، إلى لجوء عدد من الوحدات للزراعة وتوزيع المحصول على العسكريين وغيرها من التدابير. ولا يخفى على أحد أنّه لولا المساعدات لما كان الجيش قادراً على الاستمرار.
في هذا السياق، يؤكّد مصدر في الجيش، لموقع mtv، أنّ الأخير صامد ومتماسك وجاهز لمواجهة أي شيء يمسّ بالاستقرار والسلم الأهلي لأنّ ذلك يشكّل أولويّة بالنسبة إليه وهذا هدفه الأساسي. ويُضيف المصدر: “هناك تصميم لدى قيادة الجيش بتخطّي هذه المرحلة وأن يبقى الجيش قادراً على ضبط الأوضاع إلى حين انجلاء هذه المرحلة وعودة الانتظام للمؤسسات”.
إذاً، قيادة وضباطاً وعسكراً، يتحدّى الجيش اللبناني كلّ الظروف، وسيخرج، كما دائماً، منتصراً. ولأنّ أقلّ ما يقال لكم “أبطال”، ألف شكر على كلّ تضحياتكم.