خارجيات

عملية إسرائيل “الكبرى” مستمرة في جنين وارتفاع عدد القتلى

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية، الاثنين، ثمانية منهم في مخيم جنين، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية توغل يتخللها قصف جوي بطائرات مسيرة.

وأفادت الوزارة في بيان نقلته فرانس برس بمقتل ثمانية في جنين وشخص في البيرة بوسط الضفة الغربية، “إضافة إلى 50 جريحا بينهم 10 بحالة الخطر”.

وقالت فرانس برس إن ثلاثة من القتلى الفلسطينيين التسعة لا تتعدى أعمارهم 17 عاما، والباقي ما بين 18 و23 عاما، بينهم قتيل البيرة الذي أصيب خلال تظاهرة تضامنا مع جنين.

وقالت فرانس برس إن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية توغل هي الأوسع في المدينة منذ نحو 20 عاما،  ووصفت “سي أن أن” العملية بأنها “الأكبر” في جنين منذ عام 2002.

وتشن إسرائيل العملية الواسعة، التي أعلنت عنها في وقت مبكر، الاثنين، بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين، تخللها استخدام الطيران المروحي للمرة الأولى منذ سنوات.

ومن جهته، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إلى أن إسرائيل لا تعتزم توسيع نطاق العملية لتشمل الضفة الغربية بأكملها. وقال كوهين للصحفيين في القدس: “هدفنا التركيز على جنين، والتركيز فقط على الإرهابيين وخلاياهم”.

وقال مصدر مطلع لرويترز إن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى 24 ساعة أخرى على الأقل لاستكمال العملية.

ويرفض الجيش حتى الآن تحديد الوقت الذي ستستغرقه، واكتفى بالقول إنها قد تستغرق أكثر من يوم، وإن القوات ستبقى ما كان ذلك ضروريا.

وقال الناطق العسكري الإسرائيلي في بيان سابق نقلته فرانس برس: “نحن نركز على البنية التحتية داخل المخيم. (العملية) يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أياما. بمجرد أن نحقق ما نحتاج إلى تحقيقه، سنخرج من هناك”.

وقال إن العملية “يشارك فيها النخبة من كل القوات الاسرائيلية”.

وأوضح المتحدث أنه ينفذ سلسلة أنشطة عملياتية داخل جنين وفي مخيم المدينة بالضفة الغربية بهدف “إحباط نشاطات إرهابية”.

وأضاف أن الجيش “لا يحارب السكان والمدنيين الفلسطينيين أو السلطة الفلسطينية، بل يحارب الإرهاب والمنظمات الإرهابية التي تضر بالسكان”، حسب تعبيره.

ومضى قائلا: “لا ننوي احتلال مخيم جنين. هذه أعمال مباغتة تستهدف المنظمات الإرهابية في جنين”. 

ونقلت “سي أن أن” عن متحدث باسم الجيش القول إن أحد أهداف العملية إنهاء فكرة “الملاذ الآمن” داخل مخيم جنين.

عملية وسط عنف متصاعد
وتُعتبر مدينة جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها مسرحا منتظما لمواجهات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، وسط عنف متصاعد في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، منذ العام الماضي.

وكثفت القوات الإسرائيلية، خلال الأشهر الماضية، عملياتها في شمال الضفة الغربية مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين، وهجمات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلي (مكان) بتبادل لإطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين في جنين، الاثنين، مشيرة إلى اعتقال أكثر من 20 شخصا، وتنفيذ أكثر من 10 غارات جوية، تم خلالها تدمير ورشة لإنتاج وتخزين عبوات ناسفة، والعثور على مِنصة محلية الصنع لإطلاق الصواريخ.

وقال الجيش الإسرائيلي على تويتر إنه في إطار عمل مشترك لجيش الدفاع والشاباك وحرس الحدود، تم العثور على مختبر متفجرات في مخيم جنين يحوي على مئات العبوات الناسفة جاهزة للاستخدام، بما فيها عبوات أرضية شديدة الانفجار وبؤرة لتخزين أسلحة.

وصادرت القوات أجهزة لاسلكية وعتاد عسكري، وعثرت على دليل إرشاد لإعداد عبوات ناسفة. 

ونشر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، صورا للمضبوطات، وقال في تغريدة إن جنديا إسرائيليا أصيب بجروح طفيفة نتيجة شظايا قنبلة يدوية خلال الأعمال العسكرية في مخيم جنين، حيث تم نقله لتلقي العلاج الطبي في المستشفى.

“الدخان يتصاعد من كلّ مكان”
وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين، محمود السعدي، لوكالة فرانس برس إن الهجوم الإسرائيلي “يتم من الجو والبر. وأضاف: “قُصفت منازل ومواقع عدة… الدخان يتصاعد من كل مكان”.

وقال سائق سيارة إسعاف فلسطيني لرويترز إن ما يجري في مخيم اللاجئين “حرب حقيقية”.

وأضاف أنه كانت هناك ضربات من الجو تستهدف المخيم، وأن حوالي خمس إلى سبع عربات إسعاف كانت تدخل في كل مرة وتعود محملة بالمصابين.

ووصف الناطق الرسمي باسم السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الأنشطة الإسرائيلية في جنين بـ “جريمة حرب جديدة بحق الشعب الأعزل”، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وقالت الرئاسة الفلسطينية إن “الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا ما لم يشعر بهما الشعب الفلسطيني”.

ومن جهته، قال وزير الدفاع  الإسرائيلي، يوآف غالانت: “نتخذ نهجا استباقيا وحاسما. من يؤذي مواطني إسرائيل، سيدفع ثمنا باهظا.. نحن نراقب عن كثب تصرفات أعدائنا ومستعدون لكل سيناريو”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي، إن “تعاظم أوكار الإرهاب هو نتيجة” ما وصفته بـ”سياسة حكومات نتانياهو لتقوية حماس وإضعاف السلطة الفلسطينية”.

وفي سياق ردود الفعل، قال البيت الأبيض: “نراقب عن كثب تطورات الوضع في الضفة الغربية”، مؤكدا دعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها.

وقالت جامعة الدول العربية: “ندين بشدة العدوان الإسرائيلي على جنين ونحذر من تداعياته على الأمن والإستقرار بالمنطقة”.

واعتبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تعليق على أحداث جنين أنه من غير المقبول شن هجمات مسلحة في مناطق ذات كثافة سكانية، مطالبا “الجميع” بتجنب استهداف المستشفيات والبنية التحتية المدنية.

وأكد بيان لوزارة الخارجية المصرية أن القاهرة تدين “بأشد العبارات” العملية الإسرائيلية، وطلبت الوزارة من الأطراف الفاعلة والمؤثرة دوليا التدخل “لوضع حد لتلك الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذى تزداد معاناته يوما بعد يوم”.

وعلى نفس الخطى، حذرت وزارة الخارجية الأردنية من “استمرار دوامة العنف”، ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف العمليات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. 

وأدت أعمال العنف بين الجانبين، هذا العام، إلى مقتل ما لا يقل عن 176 فلسطينيا و25 إسرائيليا وأوكرانية وإيطالي، بحسب فرانس برس.

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى