التقاطع المسيحي أثبت جدواه والحلّ…
تلتقي المعلومات الدبلوماسية في تقييمها للحراك الرئاسي اللبناني على أن تكليف باريس، بتفويض اميركي وبعدم ممانعة من الدول الاخرى الاعضاء في اللجنة الخماسية، ملء الشغور في الملف المتواصل للشهر الثامن على التوالي لم يعد قائما على بياض كما كان في السابق، لانها اصطدمت برفض القوى المسيحية، وهذا ما دعاها الى مراجعة حساباتها بحثا عن المخرج الذي يطوي صفحة استمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية. ومن هنا كانت مبادرتها بايفاد اكثر الدبلوماسيين قدرة لديها الوزير السابق جان ايف لودريان الذي يتوقع بعد مغادرته لبنان ان يدخل الملف الرئاسي في مرحلة سياسية جديدة، لن يكون في مقدور باريس ان تعيد عقارب ساعتها الى الوراء اذا ما توخت من لقاءاته بالقيادات السياسية تعويم مبادرتها الرئاسية على قاعدة ان فرنجية يبقى المرشح الاقرب والاسهل لانهاء الشغور الرئاسي، انما هي ستنطلق من مفاهيم جديدة ترتكز الى ضرورة استبعاد الخيارات النافرة كمقدمة للاتفاق.
عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب نزيه متى يقول: “فرنسا تعيد النظر في مقاربتها لحل الازمة الرئاسية في لبنان نتيجة الاجماع المسيحي السياسي والروحي على رفض طرحها القاضي بدعم مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للوصول الى سدة الرئاسة الأولى. من هنا كان ايفادها الوزير جان ايف لودريان الى بيروت في زيارة استطلاعية لمواقف القوى المعنية بملء الشغور الرئاسي وتكوين ملف عن الموضوع لرفعه الى الرئيس ماكرون وادارته المهتمة بمساعدة لبنان على تجاوز ازمته. اما في شأن ما قيل من ان باريس تسعى لسلة حل تتضمن انتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس مكلف للحكومة واقتراح اسماء لتوزيرها في الحكومة الجديدة، فنحن نرفض مثل هذه الحلول التي جربت اكثر من مرة سابقا كونها كانت تنتهي ببيان وزاري يقول بحق لبنان في الدفاع عن ارضه وسيادته وذلك كغطاء لاستمرار المقاومة وحزب الله في التحكم بمفاصل الدولة واستمرار الدويلة. اذا كان هناك من سلة حل فلتكن لمصلحة الوطن وبناء دولة القانون والمؤسسات لا لاستمرار الحمايات الميليشاوية والمذهبية لأطماع ومآرب إقليمية”.
وعن استمرارية التقاطع المسيحي يقول: “هذا ما نتمناه خصوصاً بعدما اثبت جدواه وفاعليته في جلسة الانتخاب الاخيرة وعكس للمرة الاولى منذ عشرين سنة واكثر وجود تكافؤ في الفرص والصراع السياسي، ولكن تبقى لدينا نقزة. الاهم ترسيخ الثقة بين المكونات المسيحية واللبنانية والتلاقي حول مشروع وطني مستقبلي ينهض بلبنان من جديد ويعيده الى الخارطة العالمية”.