فرنسا تخلّت عن فرنجية… متى يحين دور “الثنائي”؟
كتبت يولا هاشم في “المركزبة”:
يصل الموفد الفرنسي وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان بعد يومين إلى بيروت، حيث سينشط ليسرّع في مسار انتخاب رئيس للجمهورية. فما مصير الاستحقاق الرئاسي، خاصة مع تمسّك “الثنائي الشيعي” بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وهل ما زالت حظوظ الوزير السابق جهاد أزعور مرتفعة مع استمرار المعارضة بدعمه؟
مدير معهد الشرق الاوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ”المركزية” “ان المبادرة الفرنسية التي تقوم على المقايضة بين رئاسة الجمهورية لفرنجية مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة انتهت، وقد أعلنت فرنسا أن لا مرشح لها في لبنان، وهذا يُعتَبَر بمثابة بداية لإقفال مرحلة قديمة وفتح صفحة جديدة. لكن كم ستستغرق من الوقت وإلى أين ستصل؟ غير واضح حتى الساعة. فصفقة فرنجية – سلام، جاءت على خلفية صفقة ثنائية ايرانية – فرنسية، كي لا نقول فرنسية مع محور الممانعة، ولا يمكن وضعها خارج هذا الإطار. اليوم وبعد مرور وقت على هذه المبادرة، أصبح من الواضح أنها اصطدمت بممانعة داخلية بإجماع مسيحي، وبرفض خارجي أيضاً برأيي، ولذلك، تراجعت فرنسا عنها. وبداية الاعلان صراحة عن هذا التراجع تجلّى من خلال استقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي، والتي سبقها تصريح وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال لقائها وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في الرياض على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة “داعش”، عندما أكدت أن بلادها ليس لديها مرشح رئاسي في لبنان وما يهمها أن يصبح له رئيس للجمهورية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة”.
ويضيف: “هذه صفحة انطوت، وبالتالي علينا ان نفتح صفحة جديدة، خاصة وان فرنسا لن تترك الملف اللبناني، لأنه آخر الملفات التي تُمسِك بها في المنطقة، أو بالأحرى آخر الملفات التي من الممكن ان تلعب فيها دوراً، وليس الدور الأول. ففرنسا تاريخياً لعبت دوراً في هذه الملفات وتحاول أن تحافظ قدر الإمكان على هذا الدور. من هنا يجب النظر الى زيارة لودريان. اذ ان هدفها فتح صفحة جديدة تحضيراً لمبادرة جديدة، وبرأيي لن تكون هذه المبادرة على خلفية اتفاق ثنائي فرنسي – ايراني لأنه لم ولن ينجح. إضافة إلى ذلك، يجب إشراك المملكة العربية السعودية التي يجب ان تكون طرفاً، وأيضاً بشكل أساسي الولايات المتحدة الأميركية التي ستكون لها الكلمة الفصل. لذلك، يمكن القول أننا ما زلنا في بدايات مبادرة، لا نعرف إلى أين ستوصل، لأنها مرتبطة بملفات أخرى، وإلى أي مدى سيسهّل الطرف الايراني الأمر، وما هو الثمن الذي سيدفعه لبنان، لأن ايران لا شك سـ”تقبض الثمن” على الساحة اللبنانية، والأمر نفسه ينطبق بالنسبة الى الآخرين المعنيين، ما سيكون الثمن أو بمعنى آخر هل ستدفع ايران أم تقبض؟ وهكذا سنعلم إذا ما كان الآخرون سيدفعون الثمن في لبنان أم سيقبضونه؟”.
ويتابع: ” نحن في مرحلة جديدة تضم أكثر من لاعب اقليمي سيدخلون الى الموضوع، هناك محاولة لاستنباط طرح جديد. الامر سيستغرق وقتاً، وهذا الطرح سيتناول رئيس الجمهورية وشخصه وأيضاً مسالة حاكمية مصرف لبنان، وأمورا أخرى، سيفاوضون بالجملة “باكيدج”. سننتخب رئيسا وسنرى من سيضخ الأموال ووفق أي خريطة طريق اقتصادية والجميع سيحاول ان يفاوض ويكبّر حصته من هذا الطرح الجديد”.
هل يمكن وضع تمسّك الثنائي الشيعي بفرنجية في هذا الإطار للحصول على مكاسب إضافية؟ يجيب: “بالطبع أصبحت اليوم ورقة تفاوض، يستعملها لتعزيز موقعه التفاوضي، اي انه ما زال متمسكا بفرنجية وفي الوقت نفسه يرسل إشارات باختيار شخص آخر وبأنهم يسعون للحوار، ويطلبون طرح شيء مختلف عليهم، لأنهم لن يتخلوا عنه مجاناً، ويتساءلون عما سيحصلون عليه في المقابل”.