ما بعد الجلسة 12: مرحلة تقييم للنتائج
قالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن ما خرج عن جلسة الإنتخاب يستدعي التوقف عنده لجهة النتيجة والأصوات التي حصل عليها رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور والمواقف التي صدرت في اعقابها من الكتل الداعمة للمرشحَيْن، مؤكدة أنه بعدما يجري الأفرقاء قراءاتهم لما ساد الجلسة من مناخات فإن المرحلة المقبلة هي مرحلة تقييم من دون أن يعني أن الملف الرئاسي سيُترك جانبا لاسيما أن فريقي المعارضة والممانعة أعلنا بشكل مباشر وغير مباشر احرازهما التقدم.
وقالت انه لم يُعرف بعد ما إذا كانت هناك من دعوة انتخاب جديدة ام أن هناك فرصة ممنوحة للنواب قبل الخطوة التالية، ولكن السؤال المطروح ما إذا كانت مواقف الكتل ستتبدل في ضوء معطيات جديدة ودخول خارجي على الخط من خلال زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، الذي يُفترض ان يحمل معه خارطة طريق تتبلور مع القمة اليوم في الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي وصل الى باريس امس في زيارة تستمر لبضعة ايام، وستتناول الملف اللبناني من بين تفاهمات الشرق الاوسط.
من جهتها، أشارت “النهار” الى ان التطيير المتوقع وغير المفاجئ من نواب “الممانعة” والنواب الداعمين لفرنجية، النصاب في الدورة الثانية للجلسة الثانية عشرة، لم يكن الدلالة المنتظرة على ردة فعلهم بإزاء تقدم مرشح المعارضة و”التيار الوطني الحر” والحزب التقدمي الاشتراكي جهاد ازعور وحصده الغالبية بـ 59 صوتا في مقابل 51 لفرنجية، بل ان كل الدلالة تمثلت في “سيناريو” مفتعل لم يقنع تبريره أحدا باخفاء صوت “ضائع” كان يمكن ان يكمل العدد الـ 60 لمصلحة ازعور. واذا كان افضل المواقف التي اطلقت في مواجهة إدارة الجلسة البارحة للنائبة ستريدا جعجع الذي ذهبت الى الطعن في دستورية الجلسة، فانه على رغم تطابق نتائجها مع التوقعات التي سبقتها بخلاف فارق محدود رفع “سكور” فرنجية بضعة أصوات وحال دون اقتراب ازعور من نصف عدد النواب، بدا من غير الممكن للفريق الداعم لفرنجية التنكر لحقيقة ان جهاد ازعور بات يقيم على رصيد الغالبية التي محضته 59 صوتا فيما توزعت أصوات متفرقة أخرى لتكمل ما مجموعه 77 صوتا مناهضا لمعادلة “مرشحنا او الفراغ “.
ذلك ان أحدا لم تساوره الأوهام بان الجلسة الثانية عشرة كانت ستخرق جدار الانسداد الدستوري الذي يتمثل بالحؤول دون انعقاد أي دورة ثانية لاي جلسة انتخابية ما دام الفريق الداعم لفرنجية لن يتراجع عن النمط الانتخابي الذي يمارسه منذ بداية الازمة الرئاسية. ولكن التصويت الاكثري لازعور وتحول الأخير المرشح المحسوم انتخابه رئيسا لو تنعقد الدورة الثانية، احدث تطورا لا يمكن تجاهله وهو ان معادلة توازن نيابي وسياسي جديد ارتسمت امس في مجلس النواب وفي الواقع السياسي الانتخابي داخليا وخارجيا أيا تكن محاولات تضخيم وتكبير تحصين واقع فرنجية ببضعة أصوات إضافية حالت دون “فارق قاتل” يسجله ازعور.
هذا التوازن أعاد دفع الفريق الممانع الى نهج استعجال تطيير النصاب ثم محاولة التلاعب “نفسيا ومعنويا” ببعض الجوانب التي منعت معها إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للجلسة إعادة فرز بديهية للأوراق بعدما “ضاع” صوت ! وهذه الدلالات لن تحجبها مسارعة الثنائي الشيعي الى الدعوات “الحارة” الى الحوار وتجاهل الوقائع الجديدة التي افرزتها غالبية مؤيدة لانتخاب جهاد ازعور علما ان المناخ الداخلي العام يبدو بعد الجلسة مسمرا على انباء الاستعدادات الجارية لانطلاق الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في مهمته في بيروت، وخصوصا انه قد يصل الأسبوع المقبل معززا بجديد ما ستؤدي اليه المحادثات المهمة التي سيجريها ماكرون مع بن سلمان الذي يقوم بزيارة لفرنسا وسيكون الملف اللبناني من بين الملفات التي ستبحث في محادثاته مع ماكرون .
وأشارت معلومات “النهار” الى ان اجتماعا عقد للنواة الأساسية للمعارضة فور انتهاء الجلسة في بيت الكتائب المركزي في الصيفي جرى خلاله تقويم الجلسة والأرقام التي حصل عليها المرشح جهاد ازعور. وابدى المجتمعون ارتياحهم للنتيجة التي حصلوا عليها رغم الضغوط التي مورست على عدد من النواب واكدوا الاستمرار في ما بدأوه. ولفت المجتمعون الى ان هناك محاولة لاظهار الفريق الفائز بانه خاسر رغم الفوز الواضح وبالأرقام مشددين على ان على الفريق الاخر التخلي عن أسلوب الفرض الذي لم يمر ولن يمر لا اليوم ولا غدا .