شو الوضع؟ أزعور يتجاوز فرنجية وكلمة مفصّلة لباسيل عصر اليوم: أي مشهد لما بعد 14 حزيران؟
مع تسارع الزمن في اتجاه جلسة 14 حزيران المفصلية، أبرزَ المشهد السياسي ما كان متوقعاً لجهة تجاوز المرشح جهاد أزعور رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية بنحو 10 إلى 15 صوتاً، على ما يُعلن المؤيدون للتقاطع على أزعور. وفي موازاة هذه النتيجة المبكرة، تسارعت الخطوات والمواقف السياسية.
ففي وقت تتزايد محاولات استقطاب النواب “الرماديين”، من الجهتين، أعلنت النائبتان بولا يعقوبيان ونجاة صليبا ظهر اليوم الثلثاء انضمامهما إلى زملائهما من النواب “التغييريين” والمستقلين الذين حسموا أمرهم دعماً لأزعور، في الوقت الذي لا يزال قسم صغير من هؤلاء متردداً وحائراً، وقد تذهب أصوات قليلة للوزير السابق زياد بارود، وأخرى إلى الورقة البيضاء، على ما أشار النائب مارك ضو في حديثٍ خاص سبق نشره. أما تكتل “الإعتدال” فمن المتوقع أن يصوت بعبارة “لبنان الجديد”.
وعلى خط مقابل، بدأ تكتل “التوافق الوطني” جولة شملت المفتي عبد اللطيف دريان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تركزت على واقع انتخابات الرئاسة وضرورة الحوار.
إلى ذلك، يُترقب كلمة مفصلية وهامة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بعد اجتماع تكتل “لبنان القوي” عصر اليوم، توضح الكثير من مفاصل الحراك الرئاسي وموقف “التيار” منها.
وعلى خط آخر، كان بري يرمي كرة تأجيل الجلسة صباحاً ومن خلال الصحف في مرمى البطريرك الراعي، ما يعني بحسب كتلة “التنمية والتحرير” التي اجتمعت بعد ظهر اليوم، تأكيداً لمشاركتها في جلسة الغد من دون تأجيل. أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فكان كالعادة يرفع سقف السجال معتبراً أن التقاطع الرئاسي بات يمس “مكوناً طائفياً” بكامله ومحيلاً المسار الرئاسي إلى الميثاقية لا إلى لعبة العدد الإنتخابية، ومستعيداً إسقاط مفهوم “العزل” بسبب رفض ترشيح سليمان فرنجية.
من جهة ثانية، استمر نفي و”تحجيم” الأخبار ذات الطابع الأمني، في ظل إصرار بعض المحللين على إثارة الرعب والتخويف والحديث عن تفجيرات واهتزازات أمنية. فبعدما دفنت المراجع الأمنية والدبلوماسية المعنية “خبرية” وجود مخطط لاستهداف السفارة الروسية ليل أمس، تداول اللبنانيون خبر وجود قنبلة أمام منزل النائب نديم الجميل ظهر اليوم، قبل أن يتبين أنها مجرد “لعبة”، ويعلن الجميل بنفسه أن مكان وجودها خارج نطاق منزله.
في ظل هذا التسارع قبيل جلسة 14 حزيران، تبقى النتائج السياسية مرتبطة بمرحلة ما بعد الجلسة، والعبَر المستخلصة في ظل التوازنات الجديدة، ومدى قدرة بعض القوى السياسية على اتخاذ شجاعة الحوار من دون شروط مسبقة، للوصول إلى تفاهم لبناني عميق وحقيقي يمكن ليس فقط من انتخاب رئيس، بل بصنع ركيزة الخروج من الأزمة المالية والإقتصادية العميقة.