التوتر عند الحدود الجنوبية.. حسابات داخلية ام مواجهة قريبة؟
تصاعد التوتر الذي بدأ قبل عدة ايام بين اهالي منطقة كفرشوبا الحدودية وجيش العدو الاسرائيلي على اثر اشغال يقوم بها الاخير، وادت الى تغيير معالم المنطقة المحتلة التي تعتبر اراض لبنانية، لكن هذا التصعيد الذي يأخذ مسارات خطيرة طرح عدة اسئلة حول حدوده وتداعياته…
يتهم خصوم حزب الله، وتحديدا الذين يخوضون ضده معركة رئاسة الجمهورية الحزب بأنه يحاول تطيير جلسة الانتخاب من خلال تغذية التوتر عند الحدود، او الاصح يحاول الهروب من محاصرته داخليا بإفتعال اشتباك حدودي يستطيع من خلاله تحقيق مكاسب شعبية وربما سياسية.
فما دقة هكذا اتهام؟ وهل يستطيع الحزب الاستفادة من اي توتر او معركة عسكرية مع اسرائيل، داخل لبنان؟ لا يبدو حزب الله معنيا بهذه الاتهامات خصوصا وأن مقربين منه يؤكدون انه لا يشعر انه مأزوم داخليا، بل ان ما يحصل هو اعتداء اسرائيلي مباشر على اراض لبنانية ادى الى ردود فعل من قبل اصحاب الارض.
وبحسب مصادر مطلعة فإن حزب الله يشعر مند مدة ان هناك نوايا عدوانية اسرائيلية، ولكن ليس بالضرورة ان خطر الحرب قريب، لكنه يعتبر ان ما حصل في غزة ضد الجهاد الاسلامي قد يفتح شهية الاسرائيليين على خطوة مماثلة في لبنان، وهذا ما ألمح اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاباته مهددا اسرائيل ومحذرا إياها من القيام بمثل هذا الامر.
وترى المصادر أن حزب الله يحافظ على مستوى مرتفع من الجهوزية منذ مدة تحسبا لاي خطوة اسرائيلية، لذلك فإن قد يكون التوتر الحالي عائدا الى شعور عميق بأن الاعمال الاسرائيلية عند الحدود هي اعمال تمهيدية لخطوة عدوانية ما، لذلك فإن الحزب وجمهور ذهبوا نحو التصعيد المترافق مع تصريحات رسمية من نواب الحزب ومسؤوليه.
من دون شك فان الذهاب الى معركة عسكرية مع اسرائيل يعيد خلط الاوراق داخليا، ويفتح المجال امام تفاوض مباشر بين حزب الله والولايات المتحدة الاميركية، وقد يوصل لتسوية، لكنه في المقابل سيؤدي الى مخاطر كبرى على بيئة الحزب التي لن تتحمل حجم الدمار في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية الحالية.
وتعتبر المصادر أن اسرائيل، ومن خلال مناورتها الاخيرة،أوحت انها تريد القيام بضربة مباغتة ضد حزب الله، وهذا يرجح الا تذهب الى تصعيد حاليا في ظل الاستنفار والتوتر عند الحدود، لكن في المقابل، اذا اراد الحزب القيام بخطوة ما، فسيؤدي تدحرج الامور الى اشتباك كبير وربما الى حرب.