تخبّطٌ في “إسرائيل” بعد الأحداث عند الحدود مع مصر.. كيف قرأ محللون ما حصل؟
علّق مسؤولون في الجيش الإسرائيلي على حادثة الحدود المصرية بالقول إنّ “مفهوم الدفاع للجيش الإسرائيلي انهار”، مشيرين إلى أنّ “الجندي المصري كان باستطاعته العودة الى الأراضي المصرية لكنه انتظر في إسرائيل ساعات لتنفيذ عمليات أخرى ضد الجيش الإسرائيلي”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، أنّ عملية إطلاق النار من جانب الشرطي المصري “كانت مخطَّطة”، مشيرةً إلى عدم وجود “صلة مباشرة بين عملية إحباط المخدِّرات وعملية إطلاق النار، التي قتلت 3 إسرائيليين”.
وأضاف الإعلام الإسرائيلي أنّ “الشرطي المصري عبَرَ السياج وانتظر، وعندما لاحظ أنّ لديه القدرة على إلحاق الأذى بجندي وجندية تواجدا في نقطة عسكرية، نفّذ إطلاق النار”.
وأوضح مراسل “القناة الـ13″، ألموغ بوكير”، أنّه “لا توجد صلة مباشرة بين عملية إحباط تهريب المخدِّرات والحادثة نفسها، وإنّما تم استغلال الوضع، وقام الشرطي بذلك تحت ذريعة مكافحة عملية تهريب المخدرات”.
وتابع أنّه “من الواضح أنّ العملية كانة مخطَّطة، وأنّ الأمر لم يُقرَّر في لحظةٍ واحدة”، مضيفاً أنّ الشرطي المصري “نجح عملياً في التسبب بهذه النتائج القاسية”.
وقال، حيزي سيمانتوف، معلق الشؤون العربية في “القناة الـ13” الإسرائيلية، من جهته، إنّ “الجندي المصري كان يعرف ما الذي يفعله، ولم يعبر الحدود عبثاً”، مشيراً إلى أنه “يتم التحقيق فيما إذا كان يوجد شركاء آخرون معه”.
وأضاف أنّ “الجندي المصري نفسه كان مسؤولاً عن حماية الحدود، وهو موجود هناك منذ فترة طويلة، ويعرف جيداً الوضع على الأرض، ويدرك ما الذي يفعله”.
وتابع متسائلاً: ” هل كان أحد ينتظره، وهل كان ينوي مسبَّقاً فعل هذا عن سابق إصرار، وهل يوجد شركاء له موجودون في إسرائيل أو مصر، ويختبئون هناك”؟.
كذلك، أشار سيمانتوف إلى أنّه “يتمّ التحقيق مع أصدقاء الجندي المصري، من أجل التحقّق إن كان أحد منهم يعلم بنيّاته”.
من جهته، قال مراسل “القناة 12” الإسرائيلية إنّ “أسئلة قاسية واخفاقات خطيرة للجيش الإسرائيلي كشفت عنها عملية الجندي المصري على الحدود الذي تسلل وفاجأ الجنود دون أن يكتشفه أحد”.
وأضاف أنّ “هذه الحادثة كشفت اخفاقات خطيرة للجيش الإسرائيلي إذ نجح الجندي المصري في عبور الحدود من دون أن يلاحظه أحد من عناصر المراقبة المنتشرين هناك واقترب وفاجأ مقاتلي الجيش الإسرائيلي الذين يقومون بنوبات حراسة طويلة على مدى 12 ساعة”.
وتابع أنّه “بعد مرور ساعة على الحادثة، علم المسؤولون في الجيش أنّه تم تنفيذ عملية إطلاق نار وهناك مصابون نتيجة ذلك”، مشيراً إلى أنه من الدلائل على إخفاق “الجيش” الإسرائيلي عمليات التفتيش التي حصلت بعد الحادثة والتي كانت مكشوفة.
وأضاف أن “هناك نقطة أخرى وهي أنّه قبل عدة ساعات من هذه الحادثة، حصل حادث آخر وهو احباط عملية تهريب مخدرات من مصر الى إسرائيل تم فيها اعتقال أحد المهربين على يد قوة من الجيش الإسرائيلي، لكن بعد وقت قصير هاجم 4 مهربين قوة للجيش الإسرائيلي ونجحوا في تحرير المهرب المعتقل وأبقوا المخدرات في إسرائيل وهربوا”.
هذا وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن استعدادات أمنية إسرائيلية عند الحدود المصرية في أعقاب عملية إطلاق النار، التي قُتل فيها 3 جنود إسرائيليين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “شرطياً مصرياً قتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة، وجرح رابعاً، قبل أن يُقتَل”، مشيرةً إلى أنّ هناك “تنسيقاً يجري بين الجيشين الإسرائيلي والمصري بشأن الحادث”.
وفي السياق، قال المحلل العسكري، نوعام أمير، إنّ “كمية الأسئلة الصعبة، التي تثيرها النتيجة السيئة لما حدث عند الحدود مع مصر، تفوق التصور”.
من جانبه، أعلن وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، أنّ “الحادث عند حدود مصر انتهى بنتائج وخيمة”، مشيراً إلى أنّه أجرى تقييماً للوضع مع رئيس الأركان، وحقّقا في ملابساته.
وأتى ذلك بعد أن أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقتٍ سابق اليوم، أنّ جيش الاحتلال قتل مسلّحاً نفّذ عملية بالقرب من نقطة الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة، المتاخمة لمعبر “نيتسانا”.
وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أنّ تمّ اكتشاف مقتل الجنديَّين في مركز الحراسة، بعد مرور ساعات على العملية، وحتى قبل أن يعرف جيش الاحتلال الإسرائيلي التفاصيل الكاملة لها.
وكان المتحدث العسكري باسم الجيش المصري قال، في وقت سابق اليوم، إنّ “أحد عناصر الأمن، المكلف تأمين خط الحدود الدولية، قام بمطاردة عناصر تهريب المخدِّرات، فجر اليوم السبت”.
وأضاف المتحدث العسكري المصري أنّ “عنصر الأمن اخترق حاجز التأمين خلال المطاردة وتبادل إطلاق النيران، الأمر الذي أدّى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة عنصر التأمين المصري في أثناء تبادل إطلاق النيران”.
وأكّد أنّه “يجري اتخاذ إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، واتخاذ الإجراءات القانونية بشأن الواقعة”.
إعلام إسرائيلي: الرواية المصرية لما حدث غير مقبولة
وعلّق الإعلام الإسرائيلي على الإعلان المصري بشأن العملية، قائلاً إنّ “الرواية المصرية لما حدث عند الحدود غير مقبولة للجيش الإسرائيلي”، مضيفاً أنّ “الحادثة تترك أثراً ثقيلاً جداً في العلاقة بين الجيشين”.
وأشار المعلق العسكري في “القناة الـ13″، أور هيلر، إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي لم يَستَسِغ إعلان الجيش المصري، الذي قدَّم كل ما حدث على أنّه حادثة عملانية. فهذه الرواية لا يقبلها” جيش الاحتلال.
ولفت هيلر إلى أنّ “تحقيقات الجيش الإسرائيلي يجب أن تُجيب عن كثير من الأسئلة القاسية، من غياب الإنذار إلى بقاء الشرطي المصري ساعات طويلة في إسرائيل، فضلاً عن عملية تسلله، وصولاً إلى اشتباكه مرتين مع جنود الجيش الإسرائيلي، والنتيجة القاسية” التي أسفرت عنها العملية.
وأضاف أن “عمليات التفتيش مستمرة الآن، ولا يوجد إعلان بشأن عودة الأمور إلى طبيعتها، ولا يوجد حتى الآن أي إشارة إلى وجود مسلحين آخرين”.
(الميادين نت)