هل يمتلك باسيل اوراق قوة في الاستحقاق الرئاسي؟
بالرغم من ان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يبدو في ازمة سياسية حقيقية عنوانها فشله في التقارب الفعلي مع ايّ من القوى السياسية بالتوازي مع تراجع علاقته مع حليفه الوحيد حزب الله، الا ان الرجل يمتلك اوراق قوة مرتبطة حصرا بالاستحقاق الرئاسي وهذا ما يجعله قادرا على المناورة.
في السياسة، لا يزال باسيل غير قادر على فتح علاقات جدية مع اي من الدول الاقليمية او الغربية المؤثرة على الساحة اللبنانية، ولم يستطع ترميم واقعه السياسي بعد سنوات العهد التي ادت الى محاصرته داخليا وخارجيا وحتى في الواقع الشعبي.
تخلى باسيل عن ورقة قوته السياسية، اي تحالفه مع حزب الله عن غير قصد، وظن انه قادر على تحسين موقعه التفاوضي معه رئاسيا، لكن حسابات باسيل لم تكن في مكانها، اذ ان الحزب استمر في خياراته وان كان على حساب علاقته مع حليفه المسيحي الابرز، وهذا ما ادى الى تدهور كامل في العلاقة بين الطرفين.
لم يؤد هذا الامر الى تقارب جدي وسياسي مع القوات اللبنانية مثلا، ولا مع قوى التغيير او الحزب التقدمي الاشتراكي، اذ بات التيار شبه وحيد سياسيا، بالرغم من فتحه ابواب النقاش الرئاسية مع كل الاطراف المعنية، من اجل الوصول الى تقاطعات لا تزال بعيدة المنال حتى هذه اللحظة.
اوراق باسيل الرئاسية متعددة، لذلك يستطيع رئيس التيار التفاوض مع المعارضة بكل اطيافها على اسم مشترك يخوضون فيه المعركة الرئاسية، ويستطيع التفاوض مع القوات اللبنانية حصرا على كيفية عرقلة وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا..
لكن باسيل يفضل في نهاية المطاف التفاوض مع حزب الله، وهذا ما ليس متاحا في الوقت الحالي لان الحزب ليس في وارد وضع ترشيح فرنجية على طاولة البحث، في المقابل يجد باسيل ان الجميع في حاجة اليه وهو قادر على تحصيل مكاسب سياسية من خلال تحديد موقفه الرئاسي.
يستطيع باسيل اللعب على حافة الهاوية وقد يتمكن فعلا من عقد تسوية جدية مع هذا الفريق السياسي او ذاك، لكن هذه المغامرة قد تؤدي بشكل جدي الى بقائه خارج التسوية الكبرى في حال سبقته “القوات” مثلا الى الحل بضغط سعودي او من خلال رؤية لمسار الامور في المنطقة..