عودة دمشق الى الجامعة بداية مسار وفرصة للاسد: هل يضيّعها؟
كتبت لورا يمين في “المركزية”:
تُوّجت المساعي السعودية – التي انطلقت “على البارد” بعد زلزال ٦ شباط، وبزخم اثر تفاهم بكين – لاعادة سوريا الى الجامعة العربية، بقرارٍ عربيِ ايجابي مِن هذه القضية صدر امس عن وزراء خارجية جامعة الدول العربية عقب اجتماعهم في القاهرة، حمل الرقم 8914 أعلنوا فيه استئناف مشاركة وفود سوريا باجتماعات مجلس الجامعة وكل الأجهزة التابعة لها اعتبارا من اليوم.
وقد اتُخذ هذا الموقف “انطلاقا من حرص الدول الأعضاء على أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، وعروبتها، وسيادتها، ووحدة أراضيها، وسلامتها الإقليمية، والمساهمة في إيجاد مخرج للأزمة السورية يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق، ويحقق تطلعاته المشروعة في الانطلاق نحو المستقبل، ويضع حدا للأزمة الممتدة التي تعيشها البلاد، وللتدخلات الخارجية في شؤونها، ويعالج أثارها المتراكمة والمتزايدة من إرهاب، ونزوح، ولجوء، وغيرها”، وفق ما جاء في القرار.
وفي موازاة الـ8914، تم التوافق خلال الاجتماع التشاوري المغلق لوزراء الخارجية العرب على دخول لبنان الى لجنة المتابعة لحل الأزمة السورية المؤلفة من السعودية العراق الاردن ومصر.
هذه المعطيات كلها، تؤكد وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان عودة سوريا الى الجامعة هي بداية طريق او هي حلقة مِن ضمن مسلسلٍ طويل لحل الازمة السورية وشظاياها التي اصابت محيطها والمنطقة، وانها ليست هدفا بحد ذاته ولا نهاية المطاف، بل على العكس.
فقضية النزوح السوري وعودة المهجرين الى ديارهم، تحتاج الى متابعة وستكون محط اهتمام عربي كبير في المرحلة المقبلة، وهي من ابرز الشروط التي على نظام بشار الأسد التقيد بها وتسهيلها. ومن هنا كان إشراك بيروت في لجنة المتابعة، بما ان لبنان اكبر محتضني النازحين في الشرق الأوسط.
ايضا، سيتعيّن على الاسد تسهيل الحل السياسي وتخفيف معاناة الشعب السوري، كما جاء في القرار الصادر امس. وهنا ايضا نقطة اختبار جديدة لدمشق.
وتشمل الشروط ايضا محاربةَ معامل الكبتاغون الموجودة في سوريا، ووقفَ الاسد تحويلَ اراضيه ساحة للتدخلات الخارجية على انواعها وايا كان مصدرها.
هي اجندةٌ واضحة اذا، على النظام السوري تنفيذُها في الفترة المقبلة، وإلا فإن عودته الى الجامعة ستكون موضع اعادة نظر، بما ان الغرض منها (اي العودة) ليس مكافأة الاسد مجانا على ما فعله في السنوات الماضية، بل منحُه فرصةً لتصويب المسار.. فهل يًحسن استغلالها ام يضيّعها؟