اردوغان يعلن تركيا دولة نووية… إنجاز عظيم ام استثمار انتخابي؟
كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا دخلت نادي دول الطاقة النووية في العالم بإنجاز محطة “أق قويو” في ولاية مرسين، والتي ستوفر 10 بالمئة من احتياجات تركيا من الكهرباء” وذلك خلال كلمة ألقاها امس، عبر اتصال مرئي، في حفل تزويد محطة “أق قويو” بأول وقود نووي، برفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف: “محطة آق قويو النووية نتاج الاستثمار المشترك الأكبر لنا مع روسيا، وعند دخولها الخدمة بكامل طاقتها الاستيعابية سيتم إنتاج نحو 35 مليار كيلو واط ساعة من الكهرباء سنويا”، مشيرا الى أن محطة “أق قويو” ستساهم بخفض واردات تركيا من الغاز الطبيعي بقيمة 1.5 مليار دولار سنويا، وستؤثر إيجابا على زيادة دخلها القومي. وفي ضوء خبرتنا في مشروع محطة آق قويو، سنبدأ خلال أقرب فرصة بمحطتينا الثانية والثالثة المخطط إنشاؤهما في مناطق مختلفة”. فما أهمية هذه الخطوة؟
العميد المتقاعد نزار عبد القادر يؤكد لـ”المركزية” ان “الوصول الى مفاعلات نووية تنتج الطاقة لا يعني إطلاقا في المعنى العسكري ان تركيا أصبحت دولة نووية، لكنها بدأت تنتج الطاقة ودخلت في التعامل مع الذرّة واستعمالاتها. دخول تركيا في العصر النووي يعني توليد الطاقة وليس بالمعنى العسكري. فأوكرانيا مثلاً أكثر دولة في اوروبا تستخدم المفاعلات النووية للحصول على الطاقة والكهرباء، بعد ان سلّمت كل الاسلحة النووية التي كانت تملكها ايام الاتحاد السوفياتي بموجب اتفاقيات سواء مع روسيا او مع الغرب. إلا ان هذا لا يعني ان اوكرانيا لديها قدرات نووية لاستعمالها عسكريا”.
ويضيف عبد القادر: “حتى ايران بالرغم من كل ما انتجته من وحدات الطرد المركزي وكل التجربة الطويلة التي قامت بها في موضوع تخصيب اليورانيوم واصبح لديها منه كميات بمستوى 60 في المئة وبإمكانها بسهولة الوصول الى نظافة 90 في المئة، إلا أنها تحتاج الى تجميع كميات لازمة من اليورانيوم تصل نسبة نظافته الى 90 في المئة، بالاضافة الى ان هناك مسارا آخر معقدا لصنع اليورانيوم المخصب او العالي النظافة وهو ما نسميه بالمصطلح العسكري بـ”الوقود النووي العسكري”. صنع القنبلة النووية مسار آخر يختلف عن مسار الحصول على الوقود النووي ومعقد جدا، ويتطلب تكنولوجيا متطورة جدا خصوصا في موضوع ايجاد الآلية التكنولوجية المتطورة لإحداث التفجير النووي في القنبلة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، عندما تصل دولة ما الى تكنولوجيا التفجير وصنع القنبلة بحد ذاتها، يبقى أمامها مسار آخر طويل للوصول الى صنع القنبلة بالحجم والشكل اللازم لتركيبها على صاروخ باليستي او طائرة تنقلها من مكان الى آخر. هذا موضوع ايضا ليس سهلا جدا”.
ويشير الى ان “كوريا الشمالية أيضاً دولة نووية وتمتلك رؤوسا نووية، لكن كل التجارب التي تجريها على الصواريخ اسبوعيا حيث نسمع انها أطلقت صاروخين باليستيين، كلها تجارب تصب في استكمال الحصول على هذه التكنولوجيا ليصبح السلاح النووي جاهزا للاستعمال وقادرا على إصابة أهدافه وتدميرها. كما ان الامارات بدأت بتركيب وتجهيز اربعة مفاعلات لتوليد الطاقة، فهل تصبح دولة نووية كما هي ايران في الوقت الحالي؟ كلا “.
أين تكمن اذا اهمية امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية؟ يجيب عبد القادر: “تسمح هذه الطاقة للدولة بالحصول على الطاقة بكلفة أقل وكميات كبيرة جدا، وقد اصبح بإمكان تركيا امتلاك برنامج نووي لاستعماله للأغراض السلمية، يمكن استعماله في مجال الطب والزراعة والصناعة. وتركيا دخلت في هذا المضمار، الاستعمال السلمي للطاقة النووية”.
هل هذا يعني ان تركيا أصبحت دولة متطورة؟ يقول: “اوكرانيا تمتلك زابوريجيا والتي هي من أكبر المحطات النووية في كل اوروبا اذا لم يكن في العالم، مؤلفة من 6 مفاعلات نووية، لكن هل هي دولة متطورة اذا ما أردنا قياسها بالولايات المتحدة او بريطانيا او فرنسا او كندا؟ اطلاقا لا”.
ويؤكد عبد القادر ان “اردوغان يحاول دون شك ان يسوّق كل انجازات عهده كرئيس لأنه يخوض معركة انتخابية قريبا قاسية جدا مع تكتل المعارضة ضده في هذه المعركة. لذلك، هناك تضخيم للموضوع من هذا الباب”، ويستطرد: “لكن في النهاية، تبقى حظوظ اردوغان الانتخابية مرتفعة جدا”.