ماذا يعني تقاطع “القوات” و”التيار” على رفض فرنجيّة؟
ما قاله نائب القوات فادي كرم عن الثقة المفقودة بين حزبه والتيار الوطني الحر ليس بالأمر الجديد، فالفريقان ذاقا الطعم نفسه من اختلال العلاقة بينهما وعدم ثباتها حتى وآن كان عنوانها “المصلحة”.
اليوم لم تتبدل الرؤية حيال أحدهما الآخر، فهناك تخوين في مكان وطعن في مكان آخر أو انقلابات بالجملة. يحكى أن هناك حوارا بينهما في سلسلة ملفات أبرزها الرئاسة، وقد حصل تقاطع بينهما على رفض ترشيح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية… لكن هذا لا يعني أنهما “احباب”، فلا تزال الفوارق كبيرة حتى وان اجتمع المصلحون على معالجتها. وما المواقف والبيانات والبيانات المضادة التي تصدر عنهما إلا انعكاسا للتشنج في علاقتهما.
يتفق القوات والتيار على نقاط بسيطة وبسيطة جدا لكنهما يختلفان على الجوهر، وقنوات الاتصال المفتوحة بينهما اليوم لا تؤدي إلى إنتاج تسوية جديدة لا سيما أن مقاربة القوات للحوار الرئاسي مع التيار تقوم كما باح بها النائب كرم على قاعدة “سبق أن اعطيناكم رئيسا هو مؤسس التيار ومطلبنا اليوم ان تدعموا المرشح المقبول من جوّ المعارضة ايا يكن الإسم”.
هذا الكلام وحده يؤكد المؤكد بشأن استحالة قيام تفاهم بين الفريقين.. هذا ما تشير إليه أوساط سياسية مطلعة لوكالة “أخبار اليوم”، حيث ترى أن الاتصالات شيء والاتفاق شيء اخر، ومن يعرف كيف يفكر التيار الوطني الحر يدرك أنه لن يقف على خاطر أحد في هذه المرحلة إلا إذا حصل تجاوب مع شروطه، في حين تصر القوات على استراتيجية التغيير بعيدا من منطق التسويات الذي يؤدي الى إيصال رئيس من فريق الممانعة.
واذ ترى أن ما من حوار في هذه النقطة بالذات لا اليوم ولا في المستقبل حتى، تعتقد الأوساط نفسها أنه في حال رغب الفريقان في بحث مواضيع يتقاربان فيها بالرؤية فإن ثمة عناوين منتقاة فيها: من النزوح السوري إلى الحكومة وواقعها، وبالتالي الحوار قد يكون على القطعة في المرحلة الأولى. وتلفت الى ان معركتهما السياسية مختلفة ولذلك يصعب أن يؤدي التواصل بينهما إلى ما هو أبعد من صفة “اللقاء”، وبالطبع هناك مسافة موضوعة ويتعذر وجود لجان متابعة أو موفدين، فهذه الصفحة أقفلت منذ زمن ولا عودة إليها بالنسبة إلى الفريقين.
اما عن إمكانية الإلتقاء على مرشح واحد للرئاسة فذاك صعب جدا -وفق الأوساط نفسها- حتى وان كانا يتشاركان معارضة انتخاب فرنجية رئيسا للبلاد، وليس مطروحا لدى التيار في الوقت نفسه السير بمرشح المعارضة مهما كلف الأمر، مؤكدة أن تجنب التوتر في العلاقة هو مفتاح أي حوار في المستقبل. وتفيد أن تباعد التيار الوطني الحر عن حزب الله لا يعني تقاربا مع القوات بأي شكل من الأشكال، وتدعو إلى انتظار الخطوات التي تقوم بين الطرفين والى اين ستؤدي.
وتختم: اي حوار جزئي او تحت أي مسمى كان بين القوات والتيار البرتقالي ليس بالضرورة أن يفتح باب التفاهمات إنما قد يساهم في إذابة جليد العلاقة لو بالحد الأدنى.