عبد اللهيان والبخاري في بيروت: حركة مع بركة؟
يصل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت اليوم، في زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين، وقد حُدّدت له غدا الخميس، ثلاثة مواعيد مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب.
في الموازاة، يُفترض ان يعود السفير السعودي وليد البخاري الى لبنان في الساعات المقبلة، عائدا من السعودية حيث أمضى شهر رمضان وعطلة عيد الفطر. ومن المقرر ان تكون له سلسلة لقاءات لعلّ ابرزها مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن هذه الحركة على جانب من الاهمية لبنانيا خاصة على الصعيد الرئاسي، حيث يجب رصد ما سيحمله الدبلوماسيان مِن رسائل، الى القوى التي سيزورانها، اكان في العلن او بعيدا من الاضواء، حيث يُرجّح ان يزور عبداللهيان ايضا، الامينَ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
فبينما لا يزال الحزب على تمسّكه بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ويرفض التخلّي عنه، ويسوّق لكون الاتفاق الايراني – السعودي، سيصبّ في صالحه وسيوصل الزعيمَ الزغرتاوي الى بعبدا، وقد انطلق منه (اي من الاتفاق) فرنجية ومِن اتصالاته مع باريس، ليعلن ترشحَه لرئاسة الجمهورية من الصرح البطريركي… يحول هذا التموضعُ “المُمانع” دون تحقيق اي خرق في المراوحة الرئاسية السلبية.
فهل سينقل عبداللهيان الى الضاحية، طلبا بتليين الموقف وبالتراجع عن تصلّبها رئاسيا، انسجاما مع مقتضيات تفاهم بكين؟ فالكل يعرف ان الاتفاق هدفه ارساء مناخات تهدئة في المنطقة والتوصل الى حلول لأزماتها.. وما يفعله الحزب لا يصبّ ابدا في خانة تسهيل الحل في لبنان، بل على العكس. ام هل سيشد ممثل ايران على يد الحزب رئاسيا ويشجعه على مزيد من التشدد والصبر لان فرنجية سيتربع على عرش بعبدا ولو بعد حين؟ ام هل يمكن ان تكون مباحثاته مع الحزب اقليمية الطابَع، وغير مخصصة للشأن اللبناني السياسي؟
على الضفة الثانية، هل يمكن للبخاري ان ينقل الى مَن سيقابلهم، دعوةً الى السير بمرشح الحزب، كما يقول الممانعون، في وقت يستبعد اصدقاء الرياض في لبنان، هذا السيناريو؟ ام هل سيؤكد السفير السعودي ان المقاربة الرئاسية للاستحقاق اللبناني لا تزال هي هي: اختاروا مَن ترونه مناسبا للرئاسة، ونحن سننطلق من ادائه كي نقرر كيفية التعاطي معه؟!
جولات طرفَي “اتفاق بكين” مهمة اذا لانها ستؤشر الى مسار الازمة الرئاسية والى انعكاساته “الحقيقية” لا “الاعلامية الوهمية”، على الواقع السياسي المحلي. فاذا لم تطلب ايران من الحزب “ليونة”، الشغورُ سيستمر. واذا طلبت الرياض من حلفائها التراجع لصالح فرنجية، الشغورُ ايضا مرشّح للاستمرار، بما ان هؤلاء اكدوا انهم لن يسايروا رئاسيا وانهم لن ينتخبوا مرشح حزب الله لو مهما كان الثمن.. غير ان المشهد قد يختلف اذا وجد المترددون اليوم، في هذا الموقف السعودي، ما يشجعهم على انتخاب فرنجية.. تختم المصادر.