قتلى ومعارك عنيفة… ماذا يجري في السودان؟
تتصاعد التطورات الأمنية في السودان بشكل متسارع، منذ ظهر السبت، بعد الاشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو.
وأعلنت نقابة أطباء السودان مقتل 3 مدنيين على الأقل في الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش.
وقالت نقابة الأطباء في بيان على فيسبوك “قتل شخصان في مطار الخرطوم” وقتل شخص آخر في الأبيض (بشمال كردفان في وسط السودان). وأضافت النقابة أن تسعة أشخاص على الأقل أصيبوا من بينهم ضابط في الجيش في أم درمان.
وقال الجيش السوداني بعد ظهر السبت إن الطيران الحربي نفذ ضربات جوية على معسكرين لقوات الدعم السريع في الخرطوم فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين اللذين تبادلا الاتهامات ببدء القتال.
وذكر بيان للجيش أن “القوات الجوية تقوم بتدمير معسكر طيبة ومعسكر سوبا التابع لميليشيا الدعم السريع” في الخرطوم.
وأعلن الجيش السوداني السيطرة على معسكر الدعم السريع بمحلية مروي بأم درمان.
وأفاد مراسل الحرة بأن قوات الجيش قصفت قوات الدعم السريع في بعض المواقع بالخرطوم.
وأكد الجيش السوداني في أن قواته الجوية تنفذ عمليات لمواجهة قوات الدعم السريع مع اندلاع الاشتباكات في أنحاء متفرقة من البلاد.
وأظهرت لقطات نقلتها قنوات تلفزيونية طائرة تابعة للجيش في سماء العاصمة الخرطوم لكن لم يتسن لرويترز التحقق منها.
وقال شهود لرويترز إن اشتباكات اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
بالمقابل قالت قوات الدعم إنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ومطار الخرطوم الدولي، لكن الجيش السوداني نفى ذلك.
وذكرت في بيان أنها سيطرت على مطارين آخرين في مدينة مروي والأبيض في الجنوب.
وقالت الخطوط الجوية السعودية إن إحدى طائراتها تعرضت “لحادث” في مطار العاصمة السودانية الخرطوم قبل مغادرتها المقررة إلى الرياض. ولم تقدم مزيدا من التفاصيل.
وأعلنت الشركة في بيان تعليق رحلاتها من وإلى السودان حتى إشعار آخر.
وقال السفير الأميركي في السودان جون غودفري في تغريدة إن تصاعد الموقف داخل المكون العسكري إلى قتال مباشر “أمر في غاية الخطورة” ودعا كبار قادة الجيش إلى وقف القتال.
بدورها حثت السفارة البريطانية في السودان رعاياها بالبقاء في أماكن مغلقة وقالت إنها تراقب الموقف عن كثب بعدما قالت قوات الدعم السريع شبه العسكرية إنها سيطرت على القصر الرئاسي ومواقع أخرى.
وقالت السفارة على تويتر “نراقب عن كثب الموقف في الخرطوم والمناطق الأخرى التي تدور فيها اشتباكات”.
وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 أكتوبر 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر الى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ في التصاعد.
وقبل يومين، حذر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمر بـ”منعطف خطير” بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية.
ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.