خارجيات

بعد اعتقال مسرّب وثائق البنتاغون.. هؤلاء يمكنهم الاطلاع على أسرار أميركا

عقب تسريب وثائق البنتاغون، شرعت وزارتا الدفاع والعدل في أميركا بفتح تحقيق لتحديد الشخص أو الجهة المسؤولة عن هذه التسريبات.

وعادة ما تبدأ تحقيقات التسريب بتحديد من يمكنه الوصول إلى الوثائق، ومن المحتمل أن يكون لدى مئات وربما آلاف من الموظفين الحكوميين تصاريح أمنية من شأنها أن تمنحهم القدرة على الاطلاع على هذه الوثائق.

وقال وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند إن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) اعتقل أمس الخميس المتهم بتسريب وثائق البنتاغون جاك تيشيرا من دون أي تعقيدات، في حين أكد البنتاغون أنه يعمل على تقييد وصول بعض الأفراد للمعلومات الحساسة، واصفا عملية التسريب بالجريمة المتعمدة.

أثارت الأزمة تساؤلات عدة حول مَن يمكنه الاطلاع على الوثائق السرية، والقدرة على حمايتها، وهو ما أكد عليه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، بقوله إن “تسريب الوثائق يمثل انتهاكا لقدرتنا على حماية المعلومات، ولهذا نتعامل مع الأمر بجدية بالغة”.

كما أكد عليه أيضا مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA) وليام بيرنز، حيث شدد أن على الأميركيين أن يتعلموا الدرس بشأن طريقة تشديد إجراءاتهم الأمنية على مثل هذه الوثائق.

أكثر من مليوني أميركيويُمكن لأكثر من مليوني مواطن أميركي ممن يملكون أهلية أمنية (Security Clearance) الاطلاع على وثائق حكومية سرية وحساسة بصورة أو أخرى.

وتعدّ إجراءات الحصول على الأهلية الأمنية إجراء طويلا من حيث امتداد عمليات المراجعة والفحص والتدقيق لشهور طويلة، إلا أن الحصول عليه يمنح صاحبه فرصا كبيرة في العمل لدى جهات حكومية بصورة مباشرة، أو شركات متعاقدة مع الجهات الحكومية في وظائف تتعلق بالأمن القومي الأميركي في إطاره الواسع.

وتشير تقارير مكتب الاستخبارات الوطنية إلى تمتع 2.8 مليون أميركي بالتصاريح الأمنية، والتي تمكّن أغلبيتهم من إمكانية الاطلاع على ما يوصف بأنه وثائق أو تقارير سرية.ومن بين هؤلاء يوجد 1.6 مليون شخص لديهم إمكانية الوصول إلى المعلومات “الحساسة” و”السرية”، وما يقرب من 1.2 مليون شخص يستطيعون الوصول إلى معلومات “سرية للغاية”.

ولا يعني التمتع بالأهلية الأمنية الوصول التلقائي للمعلومات السرية في كل الوزارات أو الجهات الحكومية المختلفة، وتقتصر كل أهلية أمنية على جهة معينة أو قضايا محددة، وليس هناك أهلية عامة إلا لدائرة صغيرة مثل الرئيس وكبار معاونيه.

وهناك أشخاص لديهم تصريح أمني، لكن ليس لديهم حاليا إمكانية الوصول إلى هذه المعلومات، ومن هؤلاء الكثير من الموظفين المدنيين والمتعاقدين وجنود القوات المسلحة.

مستويات تصنيف الوثائق الرسمية
تُقسّم الحكومة الأميركية وثائقها ومعلوماتها وتقاريرها الرسمية الحساسة إلى 3 مستويات بصورة عامة، على النحو التالي:

سري للغاية (Top Secret)

وهذا أعلى مستوى من التصنيف. ووفقا لأمر تنفيذي صدر عام 2009، تصنف المعلومات على أنها سرية للغاية إذا كان من المتوقع أن يسبب اطلاع غير المخولين عليها “أضرارا جسيمة بشكل استثنائي للأمن القومي”، وأغلب هذه المعلومات عادة تنتمي لمصادر استخباراتية، ولا يمكن الاطلاع عليها إلا لمجموعة صغيرة من المسؤولين الذين لديهم تصاريح أمنية محددة.

سري (Secret)

يتم تصنيف المعلومات على أنها سرية إذا اعتبرت قادرة على التسبب في “أضرار جسيمة” للأمن القومي إذا تم الكشف عنها.
حساسة (Confidential)
هو أقل مستويات التصنيف حساسية، ويتم تطبيقه على المعلومات التي من المتوقع أن تسبب “ضررا طفيفا” للأمن القومي إذا تم الكشف عنها.

إجراءات بيروقراطية طويلة
وخلال حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، تمّ رفض إصدار التصريح الأمني لصهره جاريد كوشنر، نظرا لمخاوف تتعلق بعلاقات أعماله الخارجية واحتمال خضوعه لشبهة الوقوع تحت دائرة النفوذ الأجنبي.

حينها بررت إدارة الموظفين بالبيت الأبيض عدم استحقاق كوشنر التصريح الأمني، بوجود عوامل قوية عديدة لا تجعله مؤهلا للحصول عليه، غير أن الرئيس دونالد ترامب دفع وأصدر قرارا بمنحه صلاحيات واسعة على الرغم من تعارض ذلك مع القواعد التقليدية لإصدار مثل هذه التصاريح.

ولا يستطيع الشخص من تلقاء نفسه التقدم للحصول على الأهلية الأمنية، بل يستلزم ذلك مبادرة جهة حكومية أو غير حكومية بطلب هذا التصريح بصفتك موظفا فيها، أو أن تطلب لك بدء الإجراءات العملية ضمن خطوات توظيف أشخاص جدد للانضمام إليها. وبداية يجب تمتع الشخص بالجنسية الأميركية، وهناك حالات استثنائية يُكتفى فيها بوجود إقامة شرعية (غرين كارد) للشخص في الولايات المتحدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى