العسكريّون المتقاعدون يستعدّون… متى تأتي “ساعة” الشارع؟
“على توقيت ميقاتي”، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال مجلس الوزراء إلى الانعقاد لبحث أزمة الساعة. وكأنّ عقارب البلد تسير إلى الأمام. لا انهيار، لا أزمات متلاحقة، لا طبقة سياسيّة فاسدة مصرّة على إخراجنا من الزمن، لا إضرابات واعتصامات… لينقسم اللبنانيون حتى على الساعة ويتحوّل خط غرينتش إلى خط عين التينة – السراي.
أعاد العسكريون المتقاعدون الأسبوع الماضي النبض إلى الشارع، في حراك حاشد في ساحة الصلح انتهى بمواجهات عنيفة وقنابل مسيلة للدموع بعد محاولة المتقاعدين اقتحام السرايا الحكومية. وتوعّدوا بالعودة إلى الساحة تزامنًا مع جلسة الحكومة التي كان من المقرّر عقدها اليوم للبحث في رواتب القطاع العام قبل أن تُلغى وتُستبدل ليل أمس بجلسة للبحث في مسألة التوقيت. فهل سيتحرّكون اليوم؟
“لا تحرّكات اليوم في الشارع”، إلا أنّ العسكريين المتقاعدين لن يتوانوا عن المطالبة بحقوقهم. وفي حديث لموقع mtv، قال العميد المتقاعد والنائب السابق شامل روكز: “جلسة اليوم تهريبة ولن تكون هناك تحركات بالتزامن معها إلّا أنّنا سنتلاقى مع السلطة”.
وأضاف: “على أساس عنّا رجال دولة” حتى يدعو رئيس الحكومة إلى جلسة للبحث في أزمة التوقيت وسط كلّ ما يمرّ به البلد من أزمات”، مردفاً: “للأسف هذا مستوى المسؤولية لدى المسؤولين الذين قسموا البلد على أساس طائفي ليَهربوا من أمور أخرى أو يُغطّوا عليها”.
بالأمس جدّد “حراك العسكريين المتقاعدين” في بيان، مطالبه السابقة “والتي لا رجوع عنها مهما كلف الثمن، خصوصاً مطلب حصول المتقاعدين على نسبة 85 في المئة من أي زيادة أجور ينالها موظفو الخدمة الفعلية وتحت أي مسمى كانت، تطبيقاً لقانون الدفاع الوطني ونظام التقاعد والصرف من الخدمة، إلى جانب احترام قاعدة الفئات الوظيفية”، ورفضه “مشروع زيادة الرواتب والاجور الذي تقدمت به وزارة المال للحكومة، لما فيه من استنسابية وتمييز عنصري فاقع بين ضباط وعناصر الأسلاك العسكرية وموظفي القطاعات المدنية”.
وأكّد روكز أنّ ما يُطالب به العسكريون المتقاعدون هي حقوقهم وحقوق من هم في الخدمة. وقال: “لسنا في صراع مع مَن هم في الخدمة، والسلطة هي من تُحاول الإيقاع بين الأب وابنه في محاولة منها للهروب ممّا تسببت به، ولكنّها لن تتمكّن من الهروب لأنّ الواقع “فارض حالو فرض” ونريد حقوقنا كاملة فالموضوع ليس موضوع رواتب إنّما موضوع كرامات”. وأشار إلى أنّ “المسؤولين الذين ظلموا شعبهم يعرفون مصيرهم جيّداً”.
لا يدعو روكز العسكريين الذين في الخدمة إلى العصيان، ولكنّه يعتبر أنّ الوصول إلى العصيان مسألة وقت وتراكم أزمات وظروف، قائلًا: “كلّ شيء وارد ومطروح من ضمن برنامج معيّن أكان في مواجهات أو دعوات”. وأوضح: “التصعيد سيكون متدرجًا وقد يصل إلى كلّ المستويات وهو نتيجة حتميّة لعدم تحرّك السلطة لإيجاد حلول جذرية للأزمات، وللمرواحة التي تدور بها القرارات السياسية يينما يستمرّ ظلم الناس وقهرهم وحرمانهم من أدنى حقوقهم”.
وعن شكل المواجهة المقبلة، شدّد روكز على أنّ “يوم المواجهة سيكون يوم كرامة وعنفوان”.