السّكون يُخيّم على الملفّ الرئاسي.. وخرقٌ وحيد
يُخيّم السكون على الملف الرئاسي داخليّاً وخارجيّاً، بإستثناء خرق وحيد، هو الزيارة الاستطلاعيّة لمساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف الى بيروت، والتي اتت في سياق التمنيات وبعض الاغراءات للمسؤولين السياسيين في لبنان، للقيام بما هو مطلوب منهم دوليّا لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، ووضع اللبنانيين على طريق التغييرات والتسويات الاقليمية، كي تتشجع مواقع القرار في العالم لأيّ مبادرة إنقاذيّة، خصوصاً انّ المنطقة بدأت تتسم بمزيد من الانفتاح والتعاون والتنسيق بين دولها، على أثر التقارب السعودي – الايراني، وعودة دمشق الى الحضن العربي، الذي سيكون مدخلا لكل الايجابيات المرتقبة.
في المقابل، يراهن كثيرون، على انّ زعيم تيّار المردة سليمان فرنجيّة سيكون الاوفر حظّاً للوصول الى رئاسة الجمهوريّة، غداة الانفتاح السعودي – السوري، يُذكر ان الجانبين قد اتفقا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد – بالتالي يشيع هؤلاء انّ رئيس النظام السوري بشّار الاسد، سيقف في صفّه وسيعمل على هذه النقطة مستقبلاً، وقد تكون خطوة إنفتاح الرياض على دمشق خطوة جيّدة، وانّ فرنجيّة سيأخذ من سوريا ما لا يستطيعه أيّ مرشّح آخر- لكن في المقابل يعلم المتحمسون للرجل جيداً، انّ من يملك القرار ومفاتيح فتح ابواب قصر بعبدا هو السعودي، والاسد ليس بموقع القوّة كي يتمنى ويطلب، فهو مُتعطش لفك عزلته دوليّاً وعربيّاً قبل ايّ شيء آخر، ولكي يكون على خارطة سياسيّة تنفيذيّة، ما يتطلب من تنازلات مفروضة، كما انّهُ لنّ يُورط نفسه بتبني فرنجيّة.
والدليل على ذلك هو التردد الحاصل للزعيم الزغرتاوي، بشأن إعلان ترشيحه وبرنامجه الرئاسي، اذ تحدثت معلومات لِوكالة “اخبار اليوم”، انّه نُصح من قبل “الثنائي الشيعي” للتريث لحين نضوج ربما الامور لصالحه، ويبدو على هذا الصعيد، انّ فرنجيّة لن يقدم على خطوة قبل اخذ البركة السعودية، بالتالي انّ مستوى التفاؤل لديه بدأ بالتراجع، خصوصا بعد نتائج الاجتماع الباريسي الاخير التي لم تكن مشجعة بل حملت كل انواع السلبية، كما تؤكد المعلومات الدبلوماسيّة لـ”اخبار اليوم”، انّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يرفض المساومة او بيع الرئاسة بأيّ شكل من الاشكال، لتجنيب لبنان رئيسٍ مُمانعٍ آخر يقوده الى الفوضى والى اضطرابات معيشية وامنيّة.