“الكتائب”: من يدخل إلى ملعبنا.. أهلاً وسهلاً به!
بعد التطورات الإقليمية الأخيرة وبعد النداءات المتكررة لبكركي لإجراء حوار مسيحي مسيحي وبعد إستدارة التيار الوطني الحر وطلاقه المعلن مع محور الممانعة ما هي إمكانية تحاور القوى المسيحية للخروج بموقف موحد يفرض رئيساً إنقاذياً يبعد البلاد عن شبح الإنهيار؟
في هذا السياق يشرح النائب في حزب الكتائب اللبنانية إلياس حنكش موقف حزبه من الحوار مع الأطراف المسيحية عامة والتيار الوطني الحر بشكل خاص مؤكداً أن التجارب أثبتت أن الكتائب حزب يعمل بحسب الثوابت والمبادىء ويتعاون مع من يجاريه فيها.
ويضيف،”لامشكلة لدينا نتواصل ونعمل مع الجميع، المهم ألاّ نحيّد عن ثوابتنا وما يقوم به الآخرون يعنيهم لوحدهم، فإذا كانوا يوماً هنا ويوماً هناك مع أو ضد أمر ما هذا شأنهم لأنهم يعملون بحسب مصالحهم السياسية وهذه ليست طريقة عملنا فنحن نعمل إنطلاقاُ من مبادىء وثوابت وأهلاً بمن يلاقينا على أساسها”.
ويتابع حنكش،” التيار معتاد على صناعة التسويات مع الجميع كما حصل لدى إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فهو مع جميع أنواع التحالفات ومن كانوا أخصام اليوم أصبحوا حلفاء الغد فأوصلوا الرئيس عون إلى الرئاسة. أما كيف قبلت القوات والإشتراكي والمستقبل بهكذا تحالف غير مبني على وضوح سياسي؟ لا أعلم، ربما كان كذلك أو ربما تم نقده لاحقاً، فهذا موضوع آخر. نحن كنا ضد التسوية لأنها لم تكن ضمن ثوابتنا السياسية”.
وأكد أن “الكتائب ليست ضد أي دعوة للحوار بما فيها دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي علماً أنها لم تناقشها بعد إنما الكتائب لا ترفض في المبدأ أي دعوة للحوار لأن في نظرها “البديل حكماُ هو المزيد من التشنّج والمعارك وربما الحرب، وأي دعوة للحوار لا نرفضها بأي صيغة كانت”.
وحدّد حنكش شروطاً لإنجاح الحوار خاصة بالنسبة إلى المواضيع التي ستطرح كي لا يكون حواراً للحوار. شارحاً، أنه “عندما استدعينا سابقاً للحوار في بكركي رحّبنا بالفكرة والمهم أن يكون معروفاً ماهي المواضيع التي تطرح وما هي النتائج التي سنخرج بها؟”.
وتابع، “المعلوم أن أولويتنا هي إنتخاب رئيس للجمهورية وأي جهد سيبذل سيكون في هذا السبيل”.
وعن الإنتقال إلى قرار تعطيل جلسات الإنتخاب في حال الإصرار على إنتخاب مرشح للممانعة يوضح حنكش، “بعد أن حسم الفريق الثاني أمره قرر الدعوة إلى جلسة إنتخاب رئيس وعدم التعطيل، هذه ليست ديمقراطية. كان يمكن للعبة الديمقراطية هذه أن تكون صحيحة لو أنها جرت قبل الفراغ، كنا حينها سندخل المجلس ونصوت “ومين ما يطلع يطلع” وسنقبل به. أما اليوم وبعد إقفال مجلس النواب لمدة ستة أو سبعة أشهر من دون رئيس وعند إستكمال جولتهم يقررون فتح مجلس النواب أمام الإنتخاب! لا تعالج الأمور بهذه الطريقة والتوازن في لبنان أمر ضروري”.
ويكمل، “أصبح هناك اليوم جو جديد فبعد الإتفاق السعودي الإيراني صار الجميع يسعى إلى تسويات ومساومات في حين نحن ثابتون في مواقفنا. من يدخل إلى ملعبنا أهلاً وسهلاً به شرط إلتزامه بالثوابت الأساسية التي نؤمن بها، وهي: إنتخاب رئيس ضمن مواصفات محددة أبرزها أن تكون له نسبة سيادة كبيرة، أن تكون لديه قدرة على التعاطي مع الأمور الشائكة بما فيها سلاح حزب الله والسلاح المتفلّت خارج الدولة وأن يكون في إستطاعته إنقاذ لبنان إقتصادياً ولاتكون لديه مصلحة مع المصارف ولامرتهن لرياض سلامة”.
ويختم حنكش، ” أن يكون حراً في إستطاعته التصرف بما يخدم مصلحة الشعب اللبناني كي يعيد لبنان إلى التموضع الدولي الذي كان يشغله ولنتمكن من الخروج من هذا الوضع الخانق بسبب سياسات عوجاء تمارس علينا منذ سنين”.