وراء كل بلد عظيم: “إمرأة”
كتبت ديانا اسطيفان في “Top sky news”:
تحتفل النساء في جميع أنحاء العالم في الثامن من آذار باليوم العالمي للمرأة. احتفلت الأمم المتحدة بهذا اليوم لأول مرة في عام ١٩٧٥. هذا العام، موضوع اليوم العالمي للمرأة هو “احتضان الإنصاف”، والهدف منه هو العمل من أجل “حلول قائمة على الإنصاف” والتي “تأخذ في الاعتبار التجارب المعيشية المتنوعة للأفراد والمجتمعات، وتكييف الخدمات والسياسات وفقًا لهذه الاختلافات”.
تحتفل العديد من البلدان، باليوم الدولي للمرأة كعطلة وطنية. ففي الصين، تحصل النساء على يوم إجازة من العمل. في بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية، كان الثامن من آذار يومًا للتجمع لدعم المساواة بين الجنسين وضد العنف ضد المرأة. في روسيا، ورد أن مبيعات الزهور تتضاعف لأن النساء هن أزهار موهوبة. أما في لبنان، فتحتفل النساء بهذا العيد أيضًا بالرغم من المصاعب الكثيرة التي تواجهها.
أثبتت المرأة اللبنانية مراراً كفاءة عالية على الرغم من التمييز الجندري الذي لا يزال مترسخاً في المجتمع بسبب الذهنية السائدة، إلا أن الجهود التي تبذلها، تصطدم دوماً بالقوانين المجحفة وبالمعايير التمييزية التي تقلل من شأنها. استطاعت المرأة اللبنانية الانخراط في الحياة السياسية، لكن مما يبدو واضحاً أن مشاركتها فيها لا تزال خجولة، حتى إن المجالس النيابية اتسمت بضعف تمثيل المرأة، ففي العام الماضي، انتُخبت ٨ نساء فقط من أصل ١٢٨ نائب في المجلس النيابي أي ما يعادل نسبة ٦.٢٥ في المئة نساء في البرلمان.
لو أعطينا المرأة دور أكبر في لبنان لتقود الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية، لكان بلدنا من أعظم البلدان. فعندما ننظر إلى بلدان الغرب نرى أن معظم البلدان المتقدّمة والمتحضرة تقودها نساء، “ووراء كل بلد عظيم :إمرأة”.
لا ننكر أن المرأة حصلت على جزء من حقوقها، وقد أنجزت تعديلات في القوانين تنصفها إلى حد ما، منها قانون تجريم التحرش الجنسي، وتعديل قانون العنف الأسري، لكن لا تزال القوانين مجحفة بحقها، ومنها قانون الأحوال الشخصية، وقانون حق المرأة اللبنانية بنقل جنسيتها إلى أولادها.
اليوم العالمي للمرأة هو فرصة للنظر في دور المرأة وإنجازاتها في لبنان والعمل على ضمان حقوقها كما إنه فرصة للتواصل مع النساء المهمات في حياتنا، والتعلّم من خبراتهن. نحن نعلم أن العديد من النساء في لبنان ما زلنَ يكافحن مع قضايا السلامة الجسدية، وانعدام الأمن على الغذاء والمأوى، ونقص الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية، ولا يزال هناك الكثير الذي يجب تحقيقه لجعل الفتيات والنساء في لبنان يشعرن بالأمان.
لنعمل معًا في الأيام القادمة، كي تتحقق أحلام المرأة وتحصل على حقوقها كافةً في لبنان، وعندها يمكننا الإحتفال بيوم المرأة العالمي بشكلٍ صحيح وكامل، وأن نردّد المقولة الشهيرة للناشطة الأميركية في مجال حقوق المرأة، سوزان أنتوني: “الرجال وحقوقهم ولا شيء أكثر، النساء وحقوقهن ولا شيء أقل”.
خاص – Top sky news