هذا ما تطرحه بكركي رئاسياً….
لم يقم الصرح البطريركي بأي تحرّك عريض وواسع على الضفة الرئاسية، كما تردد بعد بيان قمة البطاركة الكاثوليك في بكركي. وبدلا من اي لقاءات موسّعة، قرر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ارسالَ موفد عنه الى القيادات المسيحية للبحث معها، بعيدا من الاضواء، في الشأن الرئاسي.
مساء الاثنين، التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في معراب، راعي أبرشيّة أنطلياس المارونية المطران أنطوان بونجم، موفدا من الراعي. وعقب الاجتماع الذي استغرق ساعة من الوقت، وصف المطران ابو نجم اللقاء بـ”الجيد”، اذ تم البحث في مسائل كثيرة. ودعا الجميع، ولا سيما المسيحيين الى “الصوم والصلاة عن نية لبنان باعتبار ان الشرَّ كبيرٌ في هذا البلد واذكّر ان يسوع المسيح قال لنا إن هذا النوع من الشياطين لا يخرج الا من خلال الصوم والصلاة، انطلاقا من هنا نشدد على هذا النداء”.
قبل جعجع، زار ابو نجم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ورئيسَ حزب الكتائب النائب سامي الجميل. اما بعد زيارته معراب، فالتقى رئيس حركة الاستقلال المرشح الرئاسي النائب ميشال معوض. ويفترض ان يلتقي اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
هذه الجولة، بحسب ما تقول مصادر مطلعة لـ”المركزية”، هدفها مساعدة الراعي على تكوين تصور واضح وشامل ودقيق عن مقاربة القوى المسيحية للملف الرئاسي، فيقرّر البطريرك في ضوء ذلك، شكلَ وطبيعة اي مبادرة يمكن ان يطرحها في المرحلة المقبلة لمحاولة كسر المراوحة الرئاسية السلبية.
لكن حتى الساعة، ما رشح عن لقاءات الموفد الكنسي، لا يشجّع على توقّع اي تقارب في المدى المنظور. فالقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية تدعوان الى الركون الى اللعبة الديمقراطية والى الالتزام بقواعدها واصولها، بعيدا من اي تفاهمات مسبقة او معلّبة، ذلك ان دور مجلس النواب هو “الانتخاب” لا البصم على اتفاق حصل خارج المؤسسات الدستورية، وذلك مع عدم ممانعة الصيفي اي حوارات قد يدعو اليها الصرح او سواه، فيما معراب تتحفظ على هذه النقطة وتعتبر ان الحوار يجب ان يحصل في مجلس النواب حصرا، وبين الدورات الانتخابية.
في المقابل، لباسيل مقاربة اخرى، تعلّق أهمية على “مواصفات” الرئيس المقبل المطلوب توافرها فيه لانتخابه، وتعطيها الاولوية على حساب اللعبة الديمقراطية الصرفة. ووفق المصادر، شروط باسيل هدفها الأول قطع الطريق على منافسيه وأبرزهم فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
واذ يرى خصوم رئيس “التيار” انه يريد ان يكون هو او مَن يرضى عنه، رئيسا، فإن هذا التباين، سيحاول الراعي تخطيه من خلال دعوة الأطراف المسيحيين الى إبداء الانفتاح على البحث في سلة اسماء، وعلى حملها كلّها، الى البرلمان والركون الى الانتخاب.
واذ تشير الى ان هذا المسار غير مضمون النتائج، تقول المصادر ان القوات لفتت نظر ابو نجم الى ان هذا “المخرج” لا يعني ان الاستحقاق سيحصل، بما ان حزب الله لن يرضى بفتح ابواب مجلس النواب الا لايصال مرشحه هو الى بعبدا، وهنا العقدة الاساس، فالازمة لن تُحل بتفاهم مسيحي – مسيحي لانها اصلا ليست مسيحية – مسيحية، تختم المصادر.