هل “يستجدي” باسيل الروس؟
جهود موسكو من شأنها أن تُعطي دفعا قويا لخطوات كُبرى، في تحريك الرمال في المستنقع الرئاسي المُجمد، رغم انشغالها وتورطها في الحرب مع اوكرانيا، فالشلل ما زال قائما، وسط مقامرة اطراف سياسية بمصير لبنان بعدما قطعت كل اواصل الحلول، بالتالي فإنّ اجندة هذه القوى الرئاسية مهترئة، ولا يمكن انّ تؤدي لملء الشغور، كما انّ الاستحقاق بات بحكم المؤجل عن قصد حتّى يصبح اولوية دوليّة.
وفي ظل الغموض الذي تشهده الساحة اللبنانية، فان نجاح اي حراك دبلوماسي بشأن الازمة اللبنانية لم تتوفر ظروفه حتى اللحظة بانتظار التسوية الكبرى، لا سيما انّ اجتماع باريس الخُماسي يحيطهُ نوع من الشلل، بإنتظار تغيير بعض الظروف المحليّة والاقليمية.
وهنا تشير المعطيات الى انّ روسيا تنوي سحب البساط الرئاسي من دائرة النفوذ الأميركي – الاوروبي إلى مجال نفوذها وربما تستخدم كل الأساليب لتحقيق ذلك، لحظة استفحال الكباش الغربي مع روسيا، في ظل رفض واشنطن وباريس تدخلها المُسبق في لبنان.
وتأتي هذه المعطيات، في ضوء اللقاء الذي جمع رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل صباحا، مع سفير روسيا في لبنان اليكساندر روداكوف، حيث تناول النقاش الحرب المستعرة في اوكرانيا، والملف الرئاسي.
ووفق احد المحللين السياسيين، فانّ باسيل بعدما اصبح على مشارف الطلاق النهائي مع “حزب الله”، لربما يعمل على استدراج الروس لتعويم مطالبه الرئاسيّة ، ولربما الضغط على الحزب، لتبديل موقفه من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، تكون مقدمة لإستبعاد الاخير من تحقيق حلمه الرئاسي.
في حين يبدو باسيل وكأنه مربكا داخليّا، بعدما لم يترك له حليفا، اضافة الى عدم إمكانيته خرق او ايجاد ايّة ارضيّة عربيّة قد تساعده، تبقى عينه على روسيا.. ولكن يبقى السؤال كيف ستتدخل روسيا رئاسيا في لبنان، وبأيّ دور تحفيزي في لحظة تخوض فيها مواجهة سياسيّة عسكريّة قصوى مع الدول الاوروبيّة، بسبب اوكرانيا التي تقاتل عنهم بالوكالة؟