المسافة بين الغرب وإيران تُبعد لبنان عن الرئاسة!
فرض الاتّحاد الأوروبي في الساعات الماضية، تجميد أصول وحظر تأشيرات على أكثر من 30 كياناً ومسؤولاً في إيران، من بينهم وزيرا التعليم والثقافة، في خامس حزمة عقوبات ضدّ طهران. وتطاول التدابير الجديدة 32 شخصاً وكيانين، وتستهدف بشكل خاص نواباً ومسؤولين قضائيين وسلطات سجون متهمين بالضلوع في حملة القمع، وفق ما جاء في جريدة الاتحاد الأوروبي الرسمية. وهي تشمل وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، محمد مهدي إسماعيلي، كما أُدرج اسم وزير التربية والتعليم، يوسف نوري، على اللائحة السوداء بذريعة “احتجاز تلاميذ على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات”. وشملت العقوبات الجديدة أيضاً قضاة ومدّعين ومسؤولين كباراً في سلطات سجون، على خلفية تورّطهم في انتهاكات مزعومة.
الى ذلك، عبّر وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، في بيان في نهاية الاسبوع الماضي، عن “قلقهم إزاء ما أسموه التصعيد النووي الإيراني وعدم تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، في ظل تعثر مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي.
المطب “النووي” اذا تماما كما عقبة التعاطي القمعي لنظام طهران مع المتظاهرين ضده، يحولان دون العودة الى طاولة فيينا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية.
كل ذلك يؤكد ان لا تهدئة في المدى المنظور بين القوى الدولية الكبرى وايران، بل على العكس. وفي ظل هذه الاجواء المحتدمة، فإن اي خرق في جدار الازمة اللبنانية السياسية عموما والرئاسية خصوصا، مستبعد. فوفق المصادر، طهران لن تتنازل عن ورقة الاستحقاق اللبناني بسهولة، بل ستصعّد أكثر على الارجح، في حال واصل الغرب معاقبتها من جهة وعزلَها عن المحادثات في الشأن اللبناني، من جهة ثانية.
وهذا التصعيد قد يأتي على شكل اعلان الثنائي الشيعي مرشّحه بوضوح وتسميته رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالاسم في حين لم يقدم على هذه الخطوة حتى الساعة. وبعد ان يسلك هذا المسار، سيكون من الصعب ان يتخلّى الثنائيُ عموما وحزبُ الله عن خصوصا عن دعم فرنجية، وهو لن يفتح ابواب مجلس النواب الا لانتخابه هو رئيسا، المُعطى الذي سيبقي الشغور على حاله والانهيار الداخلي ايضا.
وهذه الوضعية السلبية القاتلة ستستمر الى ان يتم التفاهم بين الايرانيين من جهة والقوى الكبرى و”خماسي باريس” تحديدا من جهة ثانية، على تسويةٍ ما مرضية لطهران، تقضي إما بانتخاب فرنجية او بانتخاب سواه، رئيسا للجمهورية… لكن متى تأتي ساعة التسوية؟ لا احد يعلم، وهي قد تطول فيما الوضع اللبناني يغرق في الأسوأ أكثر فأكثر ساعة بعد ساعة…