اهم الاخبارمحليات

رسالة الى السيّد حسن قبل فوات الأوان!

مع احترامي الكامل لك يا حضرة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، اسمح لي أنا المعارض لقناعاتك كما شريحة كبيرة من اللبنانيين، أن أستوقفك كرمى لعيون وطن. وطن شبعَ خطابات وأُتخم نظريّات وتقيّأ تنظيرات.

سيّد حسن ألم تتعب بيئتك بعد من مشاريع لا تشبه لبنان واللبنانيين؟ يوماً تهدّد الولايات المتحدة الأميركية وأيّاماً تهدد المملكة العربية السعودية! يوماً تتدخّل في أمن الخليج وأيّاماً في سوريا وتطمح للتدخل في الحرب الروسية الأوكرانية! سيّد حسن أطعم الجياع الشيعة قبل الآخرين. ففي الضاحية جوع وأنين وأمراض وخوف وانت لا تنظر الى تحت البتّة. عيناك شاخصتان الى الفوق حيث الطموح والأطماع والسياسات الخارجية غير اللبنانية في حين أن الجياع تحت نظرك يموتون كل يوم. 
سيّد حسن تريد محاربة أميركا وهي بخطوة واحدة وبحسب اعترافك ومن لسانك ستُميت اللبنانيين جوعاً! تريد محاربة إسرائيل وهي باتت قوة اقتصادية عالمية وتنعم بأمان وسلام وبحبوحة وانجازات على مستوى العالم وتقع على بعد ساعتين من العاصمة بيروت. بيروت التي دُمّرت ولا تُريدنا أنت أن نعرف من دمّرها.
سيّد حسن تريد محاربة المملكة العربية السعودية والخليج العربي برمّته نزولاً عند رغبة الإيرانيين لا اللبنانيين والمملكة باتت من أقوى الدول العالمية اقتصادياً وحضارياً في وقت يموت فيه شعبك في الضاحية والجنوب والبقاع وتتوسّل بذاتك المملكة أن تغدق علينا بما تغدقه على كرة القدم! 
سيّد حسن مع من تريدنا أن نعيش؟ مع خليج هدّدته وأرهبته فتركنا مرغماً أم مع غربٍ تبادلنا معه حضارتنا فصار ينظر الينا بعين الحَذر المترقّب للسوء؟ مع من تريدنا أن نبني غداً؟ مع أشقاء عرب يعرفون أن مشروعك غير عربيّ أم مع مجتمع دوليّ بات يرفض اعطاءنا تأشيرات دخول الى الدول الحضارية لمجرّد أنّك تحمل الجنسية اللبنانية؟

سيّد حسن نحن لم نعد قادرين على التحمّل. حتى بتنا غير مبالين بتهديداتك. نعم فأنت لم تعُد تُخيفنا بل بتنا عالمين أن التحرّر منك أو من حزبك يتطلّب قلوباً تشبه قلوب مُجاهديك لكن بأهداف وطنية أكثر. 
سيّد حسن لبنان هذا عبر التاريخ عرف احتلالات كثيرة ورهانات كبيرة لكنّه كان في كل مرة يولد من جديد وليس خوفنا أن نتفرسن أو نبدّل حضارتنا بحضارة لا تشبهنا لكنّنا نحاول تفادي دفع أثمان باهظة علّك تعود الى لبنانيتك قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى