Uncategorized

بكركي تصوّب البوصلة: الأزمة ليست مسيحيّة!

توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى مَن ينتظرون مبادرة من بكركي رئاسيا قائلا  “يتكلّمون عن الحوار وعن مبادرة ما من البطريركيّة، إنّ الكرسي البطريركي الذي ما توانى يومًا عن تحمّل المسؤولية يتمنى على جميع القوى السياسية أن تشاركه المسؤولية بصراحة ووضوح ليكون النجاح حليفنا جميعًا. فإذا كان رئيس الجمهورية مارونيًّا فالناخبون ليسوا جميعهم موارنة ومسيحيين. وإذا كان جزء من مسؤولية الشغور الرئاسي يتحملها القادة المسيحيون، فالمسؤولية الكبرى تقع على غيرهم. لأن المسيحيين مختلفون على هوية الرئيس بينما الآخرون مختلفون على هوية الجمهورية. لذلك نحن حريصون على عدم المس بهوية لا الرئيس، ولا الجمهورية لأنهما ضمانة لوحدة لبنان والكيان في ظل المشاريع الداخلية والأجنبية التي وضعت لبنان على المشرحة دون أيّ اعتبارٍ لتاريخ هذه الأمّة وخصوصيتها. ولبنان ليس نظامًا ينتقل من فريق إل فريق، إنما أمّة تنتقل من جيل إلى جيل عبر الآلية الديمقراطية دون ما سواها”.

هذا الكلام قرأت فيه مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” اعادة تموضع من الراعي رئاسيا. فبعد ان كانت بعض الاصوات الداعية الى الحوار المسيحي – المسيحي، تضغط على الصرح ليبادر في هذا الاتجاه، بدا الراعي، بعد سلسلة الاتصالات التي اجراها الاسبوع الماضي وأبرزها مع وفد “قواتي” زاره الثلثاء، يقول للجميع ان الازمة ليست مسيحية – مسيحية فقط: فكما ان هناك مسيحيين يعطّلون وآخرين ينتخبون، هناك ايضا مسلمون يعطلون وآخرون ينتخبون. واذا حُلّت مسيحيا فهذا لا يعني بالضرورة ان الانتخابات ستحصل. وقد لمّح البطريرك الى احد اهم العوائق التي تحول دون الانتخاب، غامزا من قناة حزب الله الذي لا تعجبه “هوية لبنان” الحالية والتاريخية، ولا يعجبه موقعه الاستراتيجي او دوره في المنطقة، ويتطلع الى تغييرها ويرى في الشغور فرصة لذلك.

لكن هل تخلى الراعي نهائيا عن فكرة التحرك رئاسيا؟ ليس بالضرورة ايضا، تقول المصادر، الا انه يريد تحرّكا ناجحا يتمكّن في خواتيمه، من تحقيق خرق في جدار الشغور السميك، وذلك يحتاج في رأيه، ووفق ما قال في عظته الاحد، الى مبادرة او الى صحوة ضمير “وطنية”، لا مسيحية فقط، تختم المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى