خارجيات

الحزم والعقوبات لم يردعا ايران: هل من خطة دولية بديلة؟!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

في وقت اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، نهاية الاسبوع الماضي، عدم وفاء إيران بالتزاماتها في ما يتعلق ببرنامجها النووي، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين أن طهران تتواصل مع الأطراف الأخرى في الاتفاق بطرق مختلفة. واعرب علي باقري كني السبت، عن أمله في أن تحقق الجهود المبذولة في المسار التفاوضي “نتائج إيجابية”. وقال إن إيران “لطالما أعلنت استعدادها للتفاوض في إطار الاتفاق السابق”، في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع القوى الكبرى.

وتأتي التصريحات هذه بعد أسبوعين من إعلان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي عزمه التوجه إلى طهران خلال شباط الجاري، لحض إيران على زيادة تعاونها بشأن أنشطتها النووية، بعد تقليصه منذ أشهر في ظل توترات بين طهران وكل من الوكالة وأطراف غربية، وفي ظل جمود يسود مباحثات إحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 بشأن برنامج إيران النووي. وأوردت الوكالة في تقرير سري الأسبوع الماضي، أن إيران أدخلت تعديلا جوهريا على الربط بين سلسلتين تعاقبيتين من أجهزة الطرد لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 بالمئة في منشأة فوردو، من دون الإبلاغ عن ذلك بشكل مسبق.

غير ان عدم وفاء ايران بالتزاماتها “نوويا”، ليس السبب الوحيد الذي يحول دون انتعاش المفاوضات التي كانت تحتضنها فيينا منذ اشهر بين اطراف الاتفاق النووي، بل ثمة ايضا اسباب سياسية – انسانية تلعب ايضا دورا سلبيا لا يقل اهمية عن الاسباب “العسكرية”، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.

فقد أشار مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأحد، إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، بسبب مواقف طهران بشأن عدد من القضايا الدولية. وقال في مقابلة مع صحيفة “البايس” الإسبانية “على الرغم من أن (الاتفاقية) كانت ناجحة في البداية، فإن (الولايات المتحدة) انسحبت منها، وفي وقت لاحق، اتخذت إيران موقفا يصعب التوصل معها إلى أي اتفاقات”. وأوضح أن “قمع الحركات الداخلية، ولا سيما النسائية، واستخدام عقوبة الإعدام، وإمداد روسيا بالأسلحة، على الرغم من نفي السلطات القيام بذلك، إلا أن هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد ذلك، خلقت بيئة جعلت الاتفاق النووي أكثر تعقيدا”. وأضاف المسؤول الأوروبي أن “الاتفاقية مجمدة حاليا، وينبغي عليّ أن أحاول الحفاظ عليها”.

انطلاقا من هذه المواقف الواضحة، تقول المصادر ان الامال باحياء المفاوضات تتضاءل مع الوقت وانها حاليا شبه معدومة. لكن حتى الساعة، لا تبدو ايران تبالي بالموقف الدولي وهي قادرة، كما تدل مكابرتها، على تحمّل الضغوط الداخلية والخارجية، “الشعبية” و”الاقتصادية”، من دون ان تقدّم اي تنازلات للغرب. وفي الوقت الضائع الذي لا مفاوضات فيه، هي تستفيد لمواصلة تطوير برنامجها النووي ولقمع شعبها والمعارضين للنظام. فهل من خطة اخرى للعواصم الكبرى لردع طهران ومنعها من تعزيز قدراتها العسكرية؟ ام انها ستكتفي بالوسائل الراهنة التي أثبتت عقمها؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى