سرقة فوضى وتهريب… ماذا يحصل في مرفأ صيدا؟
صورٌ، مقاطع فيديو، وشكاوى عديدة وصلت كلّها إلى مكاتب “سبوت شوت”، تتحدث عن فوضى عارمة وغياب تام للتنظيم وعمليات تهريب في مرفأ صيدا على عينك يا دولة.
في العام 2018 تم افتتاح المرفأ الجديد في صيدا بعد أن عجز المرفأ القديم عن إستعاب حركة السفن الكبيرة التي تُدخل وتُخرج البضائع منه فأصبح خارج نطاق الخدمة بالكامل.
6 سنوات مرّت على هذه النقلة، ولم يكتمل بعد بناء المرفأ الجديد، وكما ترونفي الفيديو لا أسوار تحمي محيطه، لا زفت ولا أبنية مخصصة لاستيعاب الاجهزة الامينة التي لازالت حتى الساعة متمركزة في المرفأ القديم باستثناء الجمارك.
وغياب كل ذلك يعود الى توقف العمل في إعمار المرفأ بعد أن عرقلت الازمة الإقتصادية عام 2019 عمل المتعهّد داني خوري الذي لُزّم عملية إعمار المرفأ بديلاً للمتعهّد جهاد العرب.
لنتابع، فوضى عارمة وسوء تنظيم هكذا تسير الامور في المرفأ ومخالفات بالجملة تسجّل داخل مصلحة الإستثمار البحري بعد استقالة رئيسها رائف فواز واعتكاف المُحتسب محمد حرب والخلاف الحاصل بينهما.
لا محتسب في هذا المرفأ يعني لا جباية او جباية على ناس وناس. فالبضائع المستوردة كالصخر والحجر والخرضة والحديد التي ترسو على ميناء صيدا لا تخضع للرقابة.
ووفق مصادر “سبوت شوت” الأمنية، غياب الرقابة هذا، فتح البابَ واسعا للتهرُب الضريبي، فمثلاً: حديد البناء الذي يدخل المرفأ وغير المعفى من الرسوم الجمركية والضريبة يُسجَل على انه حديد صناعي مُعفى من هذه الرسوم، اذ يلجأ صاحب البضاعة الى دفع الضريبة فقط ويتهرب بالتالي من دفع الجمرك.
أما عن الزحمة الخانقة داخل هذا المرفأ، فحدّث ولا حرج، لأن السفن تفرِّغ حمولتها أرضاً وتبقى هذه البضائع والمستوعبات لأيام طويلةٍ هناك بفعل غياب المحتسب، مما يعرقل عمل الآليات والمركبات.
وعلى عكس باقي المرافئ في لبنان، لم يعدّل مرفأ صيدا اسعار جباية البضائع التي ترسو على أرصفته ليتماشى مع الهوّة الكبيرة بين الدولار الأميركي والليرة اللبنانية، فما زال حتى الآن يجبي رسوم الاشغال باسعارٍ زهيدة وبالليرة اللبنانية.
ما يحصل في مرفأ صيدا لا يبشّر بالخير وفق المصادر، وكل ما تقدّم ينذر بتوقف قريب ونهائي لهذا المرفق العام الذي لا تستفيد منه فقط صيدا بل كافة الأراضي اللبنانية.