تهريب الدولارات.. “فدا الحزب” ومصالحه!
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
ثبّت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في البيان الذي صدر عنه امس، حقيقة ان الدولارات تهرّب من لبنان الى خارج الحدود، قاصدا سوريا في شكل رئيسي من دون ان يسمّيها. وجاء في بيانه “إرتفع سعر صرف الدولار الأميركي خلال فترة الأعياد والتي امتدت لمدة ثلاث ايام ٢٠٠٠ ل ل في السوق الموازية، ناتجة عن عمليات مضاربة وتهريب الدولار خارج الحدود. هذا الارتفاع سبب تضخما في الأسواق مما أضر بالمواطن اللبناني كون الأسعار في لبنان ترتبط بسعر صرف الدولار”(…)
أكثر من سياسي ومسؤول كان رفع الصوت في الاونة الاخيرة منبّها من تهريب العملة الصعبة، حيث قال عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن في تغريدة “الدولار يهرّب الى سوريا من قبل عصابات التهريب وسعره الى ارتفاع جنوني ومن دون ضوابط، بدل التلهي بالمناكفات السياسية والفبركات القضائية، قوموا بواجباتكم بملاحقة تلك العصابات واوقفوها، لكن يبدو الارتهان والاستعراض الإعلامي يغريكم”!
الازمة المالية مرتبطة طبعا بسوء ادارة الشأن العام والوزارات والمؤسسات في الأعوام الماضية، وهي ناتجة أيضا عن الفساد والسمسرات والصفقات التي شهدتها الحقبة السابقة، الا ان التهريب له ايضا اثر كبير في هذا المصير الأسود الذي وصله الاقتصاد اللبناني، وهو يلعب اليوم الدور الاسوأ في مفاقمة الازمة وتضخيمها، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
لماذا لا تتم محاربة هذه الظاهرة ووضع حد نهائي لها؟ لأسباب سياسية بكل بساطة، وفق المصادر. فضبط الحدود مرفوض بشدة من قبل حزب الله الذي يريدها ان تبقى سائبة فيصدّر عبرها السلاح والمسلحين من والى الميادين العربية، ويصله عبرها السلاح الايراني، كما وانه من خلال حركة التجارة عبرها، التي تشمل المشروعَ وغير المشروع، يموّل نفسه ويؤمّن مداخيل لحزبه وعناصره.
من هنا، يمكن القول ان ثمة قرارا بترك الحدود مفتوحة، وتاليا بترك التهريب “شغالا” بما ان هذه الوضعية مفيدة لحزب الله وهي مفيدة ايضا لحليفه النظام السوري الذي بات يستفيد من دولارات اللبنانيين ومازوتهم وأدويتهم ايضا. وقد افيد ان فاتورة الإستيراد في لبنان لامست 18 مليار دولار، وهو رقم ضخم قياسا الى الاقتصاد اللبناني، ما يعني ان جزءاً منه هو لصالح الإقتصاد السوري.
هي اذا ضريبة جديدة كتب على اللبنانيين ان يدفعوها “فدا” مصلحة المقاومة والحزب، تتابع المصادر. واذا لم يرفع هذا الفريق يده عن الحكم وعن القرار، بدءا من رئاسة الجمهورية، فإن الانهيار والغرق في جهنم سيستمران…