“أنواع تلوّث المياه مُختلفة”… أيّ منها هو الأكثر انتشاراً في لبنان؟
لم يعد خافياً على أحد أن نسبة التلوث في لبنان ترتفع يوماً بعد يوم، في ظل غياب الحلول الجذرية والطارئة لإنقاذ البيئة من براثن التلوّث الفتّاك. فالتلوّث يتمدّد ليضرب كل المساحات البيئية بدءاً من التربة، مروراً بالهواء، وصولاً إلى المياه التي تعتبر من أخطر أنواع التلوّث وبخاصة في لبنان.
يعتبر تلوث المياه من أكثر أنواع التلوث انتشارًا حيث يمكن أن يصل إلى جميع أنواع الأسطح المائية، وتختلف أنواع تلوث المياه باختلاف المصدر المسبب لهذا التلوث.
أنواع تلوث المياه
بحسب الخبير البيئي والبروفيسور ضومط كامل، ينقسم التلوث المائي إلى نوعين رئيسيين، الأول هو التلوث الطبيعي، ويظهر في تغير درجة حرارة الماء، أو زيادة ملوحته، أو ازدياد المواد العالقة. والنوع الآخر هو التلوث الكيميائي، وتتعدد أشكاله، أبرزها:
- التلوث الكيميائي: يعتبر التلوث الكيميائي للماء واحدا من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه الإنسان المعاصر، حيث يصبح للماء بسببه أي الإنسان، تأثير سام نتيجة وجود مواد كيميائية خطرة فيه، مثل مركبات الرصاص، والزئبق، والكاديوم، والزرنيخ، والمبيدات الحشرية.
- تلوث المياه الجوفية: تتلوث المياه الجوفية بالمعادن المذابة أو الزيوت المستخدمة في المحرّكات أو المواد الكيميائية الناتجة عن الاستخدامات الزراعية والنفايات، ويحدث تلوّث المياه الجوفية عند وصول الملوّثات إلى مصادر المياه الجوفية في باطن الأرض. ولفت «كامل» إلى أن هذا النوع من التلوث هو الأكثر شيوعاً في لبنان، وقد أصاب التلوث المياه الجوفية بسبب الآبار الإرتوازية ذات القعر المفقود.
- التلوث الميكروبيولوجي: يعتبر التلوث الميكروبيولوجي شكلا طبيعيا من أشكال تلوث المياه، حيث تتكاثر العديد من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والفيروسات في مصادر المياه المختلفة، وقد يسبب هذا النوع من التلوث العديد من الأمراض مثل الكوليرا والبلهارسيا في حال تسربه إلى مصادر مياه الشرب.
- مياه الصرف الصحي المنزلي: هذا النوع من المياه الملوثة يشتمل على العديد من الملوثات الخطرة، سواء كانت عضوية أو مواد كيميائية كالصابون والمنظفات الصناعية، وبعض أنواع البكتيريا والميكروبات الضارة، إضافة إلى المعادن الثقيلة السامة والمواد الكربوهيدراتية.
الأنهار غير الملوّثة
وكشف الخبير البيئي أنّه وعلى الرغم من انتشار تلوث المياه الكبير، إلّا أنه لا يزال هناك بقاعاً أو مساحات بيئية نظيفة جداً وخالية من أي تلوث، مثل ينابيع الرويس وأفقا. وتمتاز هذه الينابيع بجودتها ونوعيتها الفريدة إن كان من ناحية الـ TDS أي المواد الصلبة الذائبة في المياه، ونسبة الـPh و نسبة التلوث الصفر فيها.
أمّا النهران الخاليان من التلوّث بحسب «كامل»، فهما نهر ابراهيم الممتدّ من حدود المصانع حتى حدود المنبع، ونهر العاصي.
ماذا عن الحلول؟
يضيف ضومط، ينتج عن هذا التلوّث السام العديد من المخاطر منها تسمّم البشر وكذلك الحيوانات، الأمر الذي يؤدي إلى الموت في أغلب الأحيان. وكذلك تراجع في نسبة الغطاء النباتي، لذا يتوجّب اعتماد حلول طارئة أهمها:
- منع تصريف المخلفات، الملوثات أو مياه الصرف غير المعالجة من الاستخدامات المنزلية أو الصناعية أو الزراعية، الاستخدامات والممارسات المثلي للمياه في مجال الزراعة من أجل وقف المواد المغذية (المغذيات) من الدخول في النظم المائية (مثل إنشاء المناطق العازلة).
- سنّ قوانين صارمة وتغريم كلّ من يخالف القوانين البيئية بمبالغ كبيرة.
- منع البناء واستخدام المواد الكيميائية في مناطق أو مساحات معيّنة.
- عمل حفر تخزين خاصة للمياه المستخدمة، والعمل على تصفيتها مباشرةً قبل الوصول إلى التربة.
- إستخدام فلاتر طبيعية على ارتفاعات مختلفة لتصفية المياه من الشوائب، بالإضافة إلى استعمال المبيدات والمركبات الكيميائية التي تدوم في الطبيعة ولا تتحلّل.
- إعتماد مبدأ التجميد أو التبريد، من خلال تجميع بقع الزيت التي تطفو على سطح المياه وتحرير غاز ثاني أوكسيد الكربون، وبالتالي يسهل جمعها والتخلّص منها.
- إحراق البقع الزيتية في حال كان حجمها كبيراً.