هل يقبل باسيل بقائد الجيش؟
عمليا، بات رئيس “التيار الوطني الحر”جبران باسيل المعرقل الاساسي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، اذ انه يمنع حليفه حزب الله وقوى الثامن من اذار من ايصال مرشحهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وفي الوقت ذاته يجعل ايصال قائد الجيش جوزيف عون أمرا صعباً في ظل رفضه له.
يعتقد باسيل ان مرور الوقت سيجعل من حظوظه الرئاسية اكبر، وسيكون اكثر قدرة على التفاوض في ظل التبدلات السياسية الاقليمية والدولية على اعتبار انه يسعى ايضا لرفع العقوبات الاميركية عنه، كل ذلك يجعل من باسيل اكثر استفادة من التعطيل، او هكذا يظن.
لكن، ووفق سيناريو اخر، فإن تضييع الوقت لن يصب في مصلحة رئيس التيار، خصوص ان المرشحين الاساسيين، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون سيصبحا اقرب من الرئاسة وسيصبح النواب منقسمين بشكل حاد على دعمهما.
لذلك فإن باسيل امام خيارين، الاول هو التراجع الحاد امام جمهوره والقبول بسليمان فرنجية، والقبول هنا يعني حتما تصويت نواب تكتل لبنان القوي لفرنجية في معركته الرئاسية، وهذا الامر سيعتبر خسارة سياسية كبيرة لباسيل امام رئيس المجلس النيابي نبيه بريالداعم الاول لفرنجية.
هذه الخسارة قد لا يكون باسيل قادراً على تحملها، ولعل ما نقل عن لقاء باسيل بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صحيحاً، اذ قال باسيل إن قبوله بفرنجية سيصيبه بأضرار سياسية وشعبية لا يمكنه ترميمها او تعويضها.
اما الخيار الثاني فهو القبول بقائد الجيش وبالتالي الدخول في مواجهة جدية مع حزب الله الذي قد يعتبر اصطفاف باسيل مع خصومه الداخليين والاقليميين امراً لا يمكن تجاوزه خصوصا في قضية مثل قضية الانتخابات الرئاسية، لكن قائد الجيش جوزيف عون قد لا يحفظ ، في حال انتخابه، نفوذ باسيل السياسي والاداري ولن يراعي له مصالحه، لا بل ان عون سيكون اقدر من فرنجية على استقطاب الشارع العوني الميال دائما لقادة الجيش.
لذلك فان باسيل امام خيارين احلاهما مر وعليه ان يختار احدهما والا سيكون امامه ست سنوات من الابتعاد عن السلطة التي قد لا يكون قادرا على الاستمرار من دونها.