اهم الاخبارمحليات

رسائل “الحزب” الرئاسية: تهديد باسيل بالبدائل

لا يزال الهدف الأساسي أمام “حزب الله”، تعبيد الطريق إلى قصر بعبدا لمرشّحه غير المعلن رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ولكن من دون أن يخسر في الوقت نفسه حليفه المسيحي الأول، رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ولكن تفاهم الحلفاء دونه عقبات كما أن تفاهم الخصوم، عملية شاقة وغير مضمونة.

لا يعني ذلك طبعاً أن الإستراتيجية المتّبعة حالياً من قبل الحزب من خلال الإنفتاح على القيادات المسيحية انطلاقاً من مرجعية بكركي، ستسلك درب النجاح وأيضاً من دون عقبات، في ضوء الإستدارة الواضحة نحو طرح الحوار في ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي بشكلٍ حصري، وهو ما شكّل عنوان اللقاءات الأخيرة التي حصلت بين ممثلين عن الحزب وبكركي، وفق مصادر سياسية مسيحية عليمة، إذ قرأت في هذا الحراك، رسائل وإشارات “رئاسية” من قبل الحزب إلى رئيس “التيار الوطني”.

وعن مضمون وأهداف هذه الرسائل، أوضحت المصادر المسيحية لـ”ليبانون ديبايت”، أنها تأتي في سياق القول لباسيل، إن رفضه لخيار الحزب الرئاسي المتمثل برئيس تيار “المردة”، يدفع نحو انفتاح “حزب الله” على بكركي وعلى قوى مسيحية أخرى وانتهاج نهج الحوار، ولو أن هذا الأمر لم يؤد حتى اللحظة إلى أي تقدم على هذا الصعيد، باستثناء إسماع حليفه باسيل، بأن الخيارات ليست محدودة، وبالتالي، عندما يسرّب الحزب عن لقاءات ويعلن الحرص على بكركي بعد موقفه المحرّض ضد المطران موسى الحاج، كما المبادرة تجاه قائد الجيش جوزيف عون، أو توجيه رسائل غير مباشرة إلى قوى سياسية مسيحية معارضة، فهو يهدف إلى الضغط على حليفه.

ومن هنا، قالت هذه المصادر إن الحزب ينفتح في هذه المرحلة على الساحة المسيحية وعلى القوى المسيحية، من أجل البحث عن بدائل مع العلم أنه لا يمكن أن يذهب نحو أي خيار رئاسي من دون رضى باسيل، ولكن عندما يستطيع أن يحصل على موافقة مرجعية من المرجعيات المسيحية السياسية أو الروحية، فإن ذلك سيضع باسيل أمام أمر واقع، وبالتالي يشكل عامل ضغط عملي عليه.

في المقابل، كشفت المصادر نفسها، أن بكركي كانت واضحة في موقفها وقد ردّت على كل ما تمّ تسريبه عن حوارٍ مع حارة حريك ضمن لجنة الحوار المسيحي الإسلامي، أو من خلال لقاءات لم تبق بعيدةً عن الأضواء الإعلامية، بأنها لن تتخلّى عن مطلب رئيس الجمهورية السيادي والذي سبق وأن حدد مواصفاته البطريرك بشارة الراعي منذ أشهر، مع العلم أن الأمر نفسه كان الأمر بالنسبة للقوات أو لأي فريقٍ سياسي آخر، وبالتالي فإن قدرة الضغط التي كان يسعى إليها الحزب في مبادراته الحوارية المعلنة أو المسرّبة ، أتت محدودة، إن لم تكن معدومة.

وانطلاقاً ممّا تقدم، فإن المصادر المسيحية، خلصت إلى أن كل اللقاءات والحوارات وإعلان النوايا، لم ترتق حتى الساعة إلى مستوى أبعد من توجيه الرسائل المشفّرة إلى كلّ من يعنيه الأمر على الساحة الداخلية والملتحقين ببورصة المرشحين إلى رئاسة الجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى