هل يخيّب “كأس العالم” توقعات مطاعم لبنان؟
الموسم المنتظر بدأ.. رفع اللبنانيّون أعلام الفرق المشاركة في أكبر حدث رياضي للعام 2022، أعدّوا لوازم التشجيع، كلّ ما يتطلّبه الأمر لمتابعة مباريات البطولة. وما إن أطلقت صافرة بداية “مونديال قطر” حتى بدأت الاحتفالات وجابت المسيرات السيّارة المناطق؛ لكن هل أفاقت هذه الحماسة جمود المطاعم وأنعشت قطاعاً وُعد بفاتحة خير، في ظلّ أزمة اقتصاديّة طاحنة؟
حتّى وإن خطفت مباريات كأس العالم اللبنانيين من واقعهم لساعات قليلة، ستعيدهم الغصّة الى مرارة المعيشة؛ هم من اعتادوا حياة الترف والسهر والاستمتاع وجدوا أنفسهم اليوم مقيّدين أمام شاشات في منازلهم.. تنقل صورة متقطّعة لأهمّ المعارك الكروية في العالم!
صحيح أن الأجواء مليئة بالشغف والحماسة وان استثنائية الحدث طغت على الواقع السياسي والاقتصادي المشحون ولكن هل صدقت توّقعات أصحاب المطاعم؟
“الله يعين الناس”
نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسري في لبنان خالد نزهة، أشار في حديث الى “لبنان 24″ الى أنه “لا يمكننا بعد تحديد نسبة الإقبال على المطاعم، فالمونديال لا يزال في أوّل مبارياته وكلّما اقتربنا من النهائيات كلما زادت حماسة الجمهور وزار ارتياده للمطاعم لمتابعة المباريات”.
نزهة الذي قال إن المطاعم والمقاهي تنتظر هذا الحدث في محاولة للاستفادة منه، خاصة أنه يسبق ويمهّد لعيدي الميلاد ورأس السنة، اعتبر أنه من المبكر الحديث عن نسب كما أنه من المستحيل مقارنة كأس العالم هذا العام بالبطولات السابقة، فالظروف تبدّلت والناس “الله يعينها” لا تحتمل مزيدًا من الأعباء بعد الإنهيارات التي واجهها لبنان في الآونة الأخيرة”.
كلفة باهظة.. ماذا عن الأسعار؟
كما لفت نزهة الى الأعباء المترتبة على المطاعم لمواكبة هذا الحدث والمبالغ الكبيرة المتوجب دفعها، وقال: “تكلفة الاشتراكات لنقل المباريات في المقاهي تتراوح بين 3 آلاف دولار أميركي و20 ألف دولار أميركي، حسب القدرة الاستيعابية للمقهى، والمؤسسات الصغيرة التي تتسع الى 50 مقعدًا مثلا ستدفع حولى 3 الاف دولاراً بدل السماح لها بالنقل المباشر”.
ولا تتوقف المدفوعات عند هذا الحد، فوفقاً لنزهة يترتّب أيضاً على المطاعم تأمين شاشات وأنظمة صوتية “sound system”، إضافة الى الأضواء والتوصيلات الكهربائية الضرورية لنقل الصورة لروّادهم المشاهدين بأفضل ما يمكن. أضف الى هؤلاء كلفة “الكهرباء” الباهظة نتيجة ارتفاع سعر المازوت.
ولتغطية نفقات نقل المباريات ستضطر المطاعم إلى فرض تكاليف إضافية، بحسب نزهة، الذي أكد أن الأسعار مدروسة ولا تختلف كثيراً عن باقي الأيام. وعن آلية التسعير، قال: “تعتمد بعض المطاعم أسلوب الـ”extra charge” أي أنها تفرض مبلغاً صغيراً للدخول ومن ثم تكون الطلبات “a la carte”، فيما تعتمد مطاعم آخرى مبدأ الـ”minimum charge”.
إشارة الى ان وزارة السياحة أصدرت بياناً أمس الأول مدد بموجبه العمل بالتعميم المتعلق بالسماح الاختياري للمؤسسات السياحية الإعلان عن لوائح أسعارها بالدولار الأميركي على أن تصدر الفاتورة النهائية بالليرة اللبنانية والدولار الأميركي وذلك حتى إشعارٍ آخر.
“كورونا وكوليرا” في الحسبان
إلى ذلك، أكد نزهة أن جهوزية المطاعة تامّة لمواكبة “كأس العالم” وأن كل الاجراءات والتدابير الغذائية متخذة لضمان سلامة الروّاد من “الكوليرا” و”الكورونا“، مشدداً على التزام المطاعم توصيات وزارة الصحة العامةوالتدابير الوقائية الصادرة عنها.
التوقعات بتحسّن هذا الموسم الذي اتصف بالجيد الى الآن كبيرة، فعلى ما يبدو يستطيع كأس العالم أن يضبط إيقاع السياسة والأزمات وأن يشحن ايجابية الى الأجواء بالرغم من اشتداد الخناق حول اعنق اللبنانيين… عسى أن تثقب أصوات الجماهير الجمود في البلد وتحرّك بقوّتها عجلة الاقتصاد.