بعد تسجيلات باسيل… هل يتخلّى “الحزب” عن فرنجية؟!
أثارت التسجيلات الصوتية لرئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل أثناء لقائه كوادر للتيّار في العاصمة الفرنسية باريس، الأوساط السياسية التي إعتبرتها رسالة هدفت إلى إقفال باب بعبدا في وجه رئيس تيّار المردة الوزير السابق فرنجية، فهل من الممكن أن يتخلّى حزب الله عن فرنجية بعد مواقف باسيل؟!
في هذا الإطار رأى الكاتب السياسي غسان جواد أن “عدم قيام حزب الله وحركة أمل بإعلان إسم مرشّح بشكل رسمي مع إشارات بأنهما يريدان الوزير سليمان فرنجية للرئاسة يعني أنهم يتركان الباب للتوافق، وإذا تم التوافق على فرنجية فهذا ممتاز بالنسبة إليهما”.
وقال جواد: “الفكرة ليست تخلّي، بل الأمر يعتمد على ما ستفرضه الوقائع والأيام والأسابيع المقبلة على البلد من تحديات واذا ما كان هناك إمكانية لإيصال فرنجية أو الذهاب إلى مرشّح توافقي”.
وأشار إلى أنَّ “حزب الله يعرف أن الظروف السياسية تحتاج إلى إدارة مختلفة، ولذلك لم يعلن عن ترشيح رسمي لفرنجية، إلا أنه يمكن أن يدعمه في إطار توافق واسع بالبلد نظراً للمهمات التي ستكون ملقاة على رئيس الجمهورية بعد إنتخابه”.
وأوضح جواد، “هذه المهمات من بينها التواصل مع الداخل والخارج ليتمكن من لم البلد وإدارة الأزمة وقيادة مشروع النهوض، المفتاح في ملف ترشيح فرنجية هو جبران لأن هناك حاجة إلى كتلة مسيحية كبيرة لانتخابه، أما القوات فعلى الأرجح يحضرون الجلسة ولكنهم لا ينتخبوه”.
وأضاف، “مواقف باسيل الأخيرة تصعّب المهمة، ولكن إذا سار بالموضوع مع تحقيق تفاهمات داخلية كموافقة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والنواب السنة بين بيروت وعكار حينها يمكن وصول فرنجية”.
وتابع، “إذا لم يتم التوافق سنذهب إلى خيار ثاني، فمع مرور الوقت يصبح خيار المرشّح التوافقي أقوى وهنا فإن المواصفات التي وضعها حزب الله لأي رئيس توافقي سيسير به واضحة”.
وأردف جواد، “الحزب يقول أن البلد بحاجة إلى إعادة تكوين للسلطة للتعامل مع الأزمات وبالتالي لا يريد أن تطول فترة الفراغ، ولكنه ليس وحده في هذا الملف، هناك لاعبين آخرين، أي أن القوى الدولية لها رأيها برئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة والمجتمع المحلي يشارك ولكنه ليس الحاسم بالملف”.
وأكمل، “إذا كان هناك إرادة محلية ودولية للإستحقاق فمن الممكن أن يتم إنتخاب رئيس، ولكن هذه الكركبة الإقليمية تنعكس على كل المنطقة وليس فقط لبنان، ولذلك يجب إنتظار نضوج الظرف الخارجي، الآن هناك سقوف عالية لأن الورقة لم تنضج خارجياً بعد”.
وحول ما يقال عن مبادرة فرنسية لفت جواد إلى أن “الطرف الفرنسي يريد الذهاب إلى مبادرة أكثر وضوحاً ولكنه ليس الحاسم في الملف رغم أنه مؤثّر، يمكنه أن يساعد ولكن العامل الحاسم هو بين السعودية والولايات المتحدة وحزب الله”.
وأشار إلى أن “الحسابات في الوقت الحالي مختلفة عن الإستحقاق الرئاسي الماضي، ففي السابق كان العنوان هو تصحيح التمثيل المسيحي، أما اليوم العنوان مختلف بالنسبة للجميع”.
وختم جواد بالقول: “اليوم هناك حاجة إلى رئيس يتكلم مع الجميع ويأخذ البلد نحو حوار ويتكلم مع المجتمع الدولي وهذا يدل على العقلانية والبراغماتية التي يتمتع بها الحزب، ولا مانع للحزب أن تكون الدولة اللبنانية على أرقى العلاقات مع كل العالم، ولكن البلد بحاجة إلى إرادات أكبر من الإرادة المحلية”.