هل يفاجىء باسيل جعجع؟
تدور الانتخابات الرئاسية اللبنانية في حلقة من الفراغ التام تمثل حتى الساعة بخمس جلسات إنتخابية لم تنتج سوى سجالات من عيار “المزح الثقيل” بين بعض النواب ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.
والفراغ الذي كرّسته الجلسات السابقة سيمتد ليكون سيد الموقف في الجلسة السادسة التي ستعقد يوم غد الخميس والتي من المرجح أن تتناحر فيها الورقة البيضاء مع ترشيح رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض المستمر حتى اللحظة.
الفراغ أو الشغور الرئاسي المسيطر حتى اليوم على المنصب الأول في الجمهورية اللبنانية تخرقه بين الحين والآخر سلة مواقف تصدر عن شخصيات قيادية في البلاد ،كالكلام الذي قاله مؤخرا الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله والذي ألمّح فيه بشكل صريح إلى التوّجه العام للحزب في ما يتعلق بالملف الرئاسي، وكالحديث التلفزيوني الأخير لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقناة “الجزيرة” الذي عبر فيه عن تمنيه انتخاب رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه .
ومن آخر الخطابات التي أدت إلى خرق الجمود الرئاسي، لا بد من التوقف عند كلام رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر “الحرة”، الذي فيه أكد أن كتلته النيابية لن تقدم على تعطيل النصاب الانتخابي بحال استطاعت قوى “الثامن من أذار” تأمين 65 صوتا لفرنجيه أو لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.
وفي هذا الإطار يؤكد مرجع مطلع ل ” لبنان 24″ أن ” ما قاله جعجع يأتي من باب يقينه التام أن ترشيح باسيل اقله في المدى المنظور غير ممكن وغير وارد، وقوى( 8 أذار) لن تتمكن من الاتفاق داخليا على المضي بفرنجيه كمرشح ثابت لها لرئاسة الجمهورية.
ويقين جعجع نابع من معرفته بباسيل وباختباره لأسلوب عمله وطريقة تعاطيه في الفترة التي لحقت توقيع (اتفاق معراب) بين (الوطني الحر) و (القوات)”.
ويضيف المرجع ” يبدو رهان جعجع على عدم قبول باسيل بفرنجيه واقعيا ومنطقيا حتى اليوم، إذ أن باسيل ومعه مجموعة كبيرة من نواب (تكتل لبنان القوي) لا يفوّتون فرصة للتعبير عن رفضهم وصول رئيس (المرده) إلى بعبدا بسبب خلافهم معه على إدارة الملفات الداخلية وفقا لتعبيرهم”.
لكن ما قد يفاجىء جعجع وفقا للمرجع عينه هو ” التبدّل الممكن والوارد في موقف (التيار الوطني الحر) إذ أن ( حزب الله) لن يرضى باستمرار المشهدية الإنقسامية الحاصلة حاليا في صفوف الحلفاء، وللغاية ووفقا لمعلومات دقيقة، أطلق (الحزب) محركاته الرئاسية بشكل رسمي وبقوة وفعالية والمعركة التي يخوضها تهدف إلى عدم خسارته إمكان وصول رئيس يؤمن بالنهج المقاوم وبالمقاومة”.
ويرى المرجع ان ” (حزب الله) لن يكون الجهة الوحيدة التي ستلعب دورا في تليين موقف باسيل، فالفترة المقبلة ستكشف أوراقا عربية مؤيدة بشكل صريح لفرنجيه، ما قد يدفع نائب البترون للتفكير مرارا قبل الاستمرار برفضه المطلق، لاسيما أن الزيارات القطرية التي ظهرت إلى العلن بطريقة غير مباشرة، تؤكد حاجة باسيل للمجتمع العربي”.
ويختم المرجع قائلا: ” بحال حدث التبدّل في موقف باسيل يبقى أن ننتظر ان كان جعجع سيبقى على موقفه ويؤمّن النصاب لجلسة انتخاب فرنجيه رئيسا للجمهورية اللبنانية”.