“اللبنانية” تتحدّى الصعوبات…اساتذة هاجروا وطلاب لا يملكون كلفة التنقلات!
ايمانا منهم بأهمية رسالتهم التعليمية، لبّى أساتذة الجامعة اللبنانية النداء والتحقوا بكلياتهم رغم كل التحديات والظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة ورغم الإضراب المعلن رسميا. فبعد عامين من التعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا، أعلنت الجامعة بدء العام الدراسي مع قرار جديد يقضي برفع رسوم التسجيل واعتماد التعليم الحضوري. فكيف تبدو انطلاقة العام الدراسي؟
رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عامر حلواني يؤكد لـ”المركزية” ان “العام الدراسي انطلق في بعض الكليات، والأخرى ستبدأ تباعاً باستقبال الطلاب، مع اعتماد التعليم الحضوري بمعدل ثلاثة ايام حضورياً كل أسبوع” بحسب الإدارة، مشيرا الى ان “التحدي الأكبر الذي يواجه انطلاق العام الدراسي، تسرب عدد لا بأس به من الاساتذة الى خارج لبنان. ففي التعليم عن بعد كانت هذه المشكلة محلولة، لكن مع الحضوري الأمر يختلف، وبالتالي فإن ذلك قد يتطلب الإستعانة بأساتذة جدد وليس من المؤكد توفرهم في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمر بها أساتذة الجامعة حتى المثبتون منهم، وخاصة وان الاساتذة الذين تركوا من أصحاب الكفاءات ومعظمهم من فئة الشباب”.
وأثنى حلواني على التعليم الحضوري معتبرا ان “التعليم اللحضوري أكثر جدوى. في السابق توجهنا مرغمين إلى خيار الـ “اونلاين”، لكن اليوم لا يمكن الاستمرار به. وهنا أيضاً نواجه مشكلة أخرى تكمن في حضور الطلاب الى كلياتهم، وهذا الامر قد لا يناسب البعض منهم نظرا الى ارتفاع أسعار المحروقات. نحاول جاهدين ايجاد حل لهذه المسألة، لكننا حتى اليوم لم نتمكن من تأمين اي شيء للطلاب. لم يساعدنا احد وقد يكون الخيار المتاح أمامنا اللجوء الى البلديات للمساعدة على تأمين النقل”.
أما عن تأمين المصاريف للتكاليف التشغيلية من مختبرات وتنظيف وكهرباء واوراق وحبر وغيرها، يجيب حلواني: “إذا أُقرت الموازنة الجديدة، والتي من المتوقع نشرها الخميس المقبل في الجريدة الرسمية وتصبح نافذة، من المفترض ان يتحسن الوضع”، لافتا الى “ضرورة التعاون والتضحية من قبل الاساتذة والطلاب معا لإنقاذ العام الدراسي”.
أما عن مطالب الاساتذة، فيقول حلواني: “لم نعد نتحدث عن مشكلة الاساتذة الكبيرة وأجورهم التي لم تعد تسد رمقهم ورمق غائلاتهم، لأن لا احد يسمع، لا آذان صاغية. الجميع بات يعلم وضع الاساتذة والموظفين والعمال في الجامعة اللبنانية، لكن في المقابل الدولة تركته لمصيره على قاعدة “اذهب ودبّر نفسك بنفسك” مما يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الجامعة. لذلك، يحاول كل استاذ تأمين معيشته بالتي هي أحسن، بانتظار جلاء الأزمة”.