اهم الاخبارمحليات

فيصل عبد الساتر يكشف عن مؤشرات حزب الله بعد الحرب النفسية الاسرائيلية

منذ يومين، يقوم العدو الاسرائيلي بشنّ حرب اعلامية نفسية على اللبنانيين. يهدّد العدو بضربات عسكرية، وكل ذلك بعد فشله ببلوغ ما يريد في ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان وعدم قدرته على تحقيق أهدافه فيه، تزامنا مع انقسام اسرائيلي حاد حول هذا الملفّ. وبعد أن سرّب العدّو أنّه تراجع عن الاتفاق وتوعّد بسيناريوهات استباقية ضدّ المقاومة وحزب الله، اكتفى الجانب اللبناني بالصمت لا سيّما اوساط حزب الله.

اعتبر الصحافي والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر أن الحاصل في الكيان الاسرائيلي اليوم هو تخبّط وارباك، من شأنه أن يجعل الأمور أكثر تعقيدا في الناحية الاسرائيلية فيما يتعلق بالملاحظات اللبنانية التي قُدِّمت على المسودة التي قدمها الوسيط الأميركي هوكستين. وقال: “بالتالي إنّ المطالب التي كان يحاول الاسرائيلي ان يطلبها من خلال فرض الأمر الواقع أعتقد أنها تلاشت وأصبحت في خبر كان، وهذا ما شكل ارباكًا واضحًا لدى الكيان الاسرائيلي خصوصًا فيما له علاقة بخط الطفافات أو منطقة الطفافات التي كان يحاول العدو الضغط من خلالها، ليجعل الأمر وكأنه ترسيم بحري كامل، في حين أن لبنان لا يريد ترسيمًا بحريًا بقدر ما يريد أن يتقاسم مكامن الغاز بينه وبين العدو الاسرائيلي من خلال الوساطة الأميركية”.

ويضيف: “هذا بالنسبة للعدو قد يعتبر خسارة كبيرة لأنه كان يريد بشكل أو بآخر أن يكون هناك شيئا من الحالة التطبيعية في المطالب التي كان يرفعها، لذلك، الواضح أن بعض التسريبات الاسرائيلية وبعض التحليلات في الاعلام الاسرائيلي اتجهت للتصويب نحو هذا الأمر”.

ويتابع: ” الانتصار السياسي الذي كان يريده العدو الاسرائيلي من خلال التطبيع، لذلك كنا نرى تشديدًا من قبله على موضوع الطفافات وعلى موضوع التعويض من خلال شركة TOTAL عما تم ببعض المناطق التي ممكن أن تكون في حسابه وسيستفيد منها لبنان”.
واعتبر عبد الساتر أن “الأمر الأهم في هذا الاطار فضلًا عن الطفافات هو أنه يريد احتفالًا رسميًا في رأس الناقورة، وكأنه يقول أن العلاقة مع لبنان باتت علاقة طبيعية وهذا هو التوقيع على هذه الاتفاقية، هذا ما تنبّه له لبنان. وأعتقد أن لبنان كان مصيبًا باصراره على الملاحظات التي قدمها، وأعتقد أن الوسيط الأميركي اليوم في وضع مربك أكثر، لأنه يريد أن يوازي بين المطلب اللبناني الذي لا يمكن الرجوع عنه، وبين محاولات الدلال والغنج الاسرائيلي”.

وأردف أن “الواضح أنه ليس هناك من قدرة عند اللبنانيين للتراجع، والموقف الموحّد الذي خرج تدعمه المقاومة ويدعمه جانب واسع جدًا من اللبنانيين، لا بل ان أصوات النشاز لم تعد لديها أي قيمة في الواقع اللبناني، فالواضح ان كل اللبنانيين باتوا مقتنعين تمامًا بأن الذي حققه لبنان هو “انتصار” لأن عملية المفاوضات بدأت بخط واحد ثم انتقلت إلى خط هوف والآن أصبحت في خط “23” كاملًا وحقل قانا مقابل كاريش وهذا تطور مهم جدًا وانتصار للبنان لأن الورقة التي أصبحت في يده هي اعتراف كامل من الوسيط الأميركي وهي أكبر دولة في العالم بأن خط 23 هو من حق لبنان”.

وأكد عبد الساتر أنه “ليس هناك حالة استنفار بالمعنى الدقيق، فحالة الجهوزية عند المقاومة هي دائمة، لكن ليس هناك من اعلان استنفار حتى هذه اللحظة، بانتظار ما سوف تؤول اليه هذه القضية بعد الرّد الخطي اليوم الذي قُدِّم من هوكستين، وبطبيعة الحال سوف يكون هناك ردّ لبناني، وأعتقد أن الأمر سوف يكون خاضعا للمدّ والجزِر في هذا الشهر وهذا ما استدركه الاسرائيلي من أنه لا يريد أن يخسر خسارة مدوّية فحاول أن يلعب بمهلة، تارة تحت عنوان تأجيلها إلى 15 تشرين الأول، وبعد ذلك ما خرجت به ” Energean Power” حيث قالت انه لا يمكن ان نبدأ الآن بالاستخراج لأسباب تقنية، وهذا يعيدنا إلى الفترة السابقة منذ الأسابيع القليلة الماضية، اذ أن هذا الأمر كان أيضًا هو العذر الذي هرب به الاسرائيلي إلى الأمام، وربما يعمل بهذه الطريقة ليمرّر الانتخابات”.

واعتبر عبد الساتر أن كل ما يجري الآن هو ليس على أصل الاتفاقية أو التسوية التي حصلت انما على الملاحظات اللبنانية التي قدّمت في الشوط الأخير من هذا المسار، فالاتفاق وتسوية هذه القضية في الأصل ليست محلّ اعتراض لا من المعارضة الاسرائيلية ولا من الحكومة الاسرائيلية، انما الاعتراض والمزايدة هو في الملاحظات فقط.
كما واستبعد عبد الساتر قيام العدو الاسرائيلي بضربة عسكرية استباقية على لبنان وحزب الله، مشيرًا الى أنه أمر غير وارد بأي شكل من الأشكال وكل ما يتم تداوله هو حرب نفسية يمارسها الإعلام الاسرائيلي وبعض المحلّلين، لكن حتى اللحظة لا وجود لأي امكانية له على الأقل فيما نراقبه الآن.

وشدّد على أن حزب الله لا يتعامل في قضية الصّراع مع العدو الاسرائيلي تحت عنوان شعبوي أو لحصد شعبية من هنا وهناك، بل أنه والمقاومة في لبنان يمارسان حقّ الدفاع عن ثروة لبنان وحقّ لبنان، وبالتالي هذا الأمر غير خاضع للشعبوية ولسنا في مزايدات انتخابية كما يجري في الكيان الاسرائيلي.

وقال: “نحن أصحاب حق ندافع عن حقنا، لكن لا أعتقد أن المؤشرات والمناخ الآن الذي أعرفه عن قرب من قبل حزب الله يوحي بضربة استباقية للحزب او ما شابه، ولا حاجة حتى هذه اللحظة، وأعتقد انه اذا استمر الاسرائيلي في لعبة المماطلة والتأجيل، فإن الأمر سوف ينعكس عليه أكثر مما ينعكس على لبنان”، وبالتالي المعادلة تقول: “الغاز بالغاز والنفط بالنفط، واذا كان ليس هناك من غاز في لبنان فليس هناك غاز لأحد”.

Related Articles

Back to top button