اهم الاخبارمحليات

المعارضة تتحضّر لجلسة الانتخاب… فما همّ التغييريّين؟

بعد ان باغت رئيس مجلس النواب نبيه بري الجميع بدعوته المجلس الى الانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية الخميس الماضي، وقد شكّل اشتراطه التوافق المسبق على مرشح رئاسي، العاملَ الذي تسبب بهذه المفاجأة، يتحضّر الفريق المعارِض هذه المرة، لسيناريو من هذا القبيل من قِبل عين التينة، ويعدّ العدة ليخوض الجلسة العتيدة بصورة افضل. فصحيح ان بري اشترط ايضا التوافق للدعوة، لكن في الخندق المعارض لا بد من الاستعداد لكل الاحتمالات، على وقع معطيات تفيد بأن رئيس المجلس سيدعو الى جلسة انتخاب في 14 تشرين الجاري.

في الكواليس وتحت الاضواء، الاتصالات جارية لرص الصف وتوحيد الموقف. حتى الساعة، الهدف هو رفع الرقم الذي يمكن ان يناله النائب ميشال معوض الى حدوده القصوى، بعد ان أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان معوض هو المرشح النهائي للمعارضة، وبعد تأكيد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان معوض ليس مرشح مواجهة بل هو مرشح الطائف.

وفي خانة التحضيرات للجلسة العتيدة، كان لقاء لافت أمس بين كتلتي”الجمهورية القوية” و”الاعتدال الوطني”. وبعد اللقاء، تحدث النائب فادي كرم باسم “الجمهورية القوية” قائلا: منذ لحظة إنتهاء جلسة إنتخاب الرئيس الأولى، كثّفنا اتصالاتنا مع مختلف الأفرقاء المعارضة للمجموعة الحاكمة أو ما يعرف بـ”إصطفاف الممانعة”، التي أوصلت البلد الى هذه الحال، وبما ان الرأي العام أوصلنا نحن النواب الـ ٦٧ الى مجلس النواب، فنحن ملتزمون أمام الناس بالتغيير، ومن هذا المنطلق نتواصل مع مختلف أطراف المعارضة للإتفاق على مقاربة واحدة لنكون صوتًا واحدا في المجلس”. اضاف “إن تكتل الاعتدال الوطني من اقرب التكتلات إلينا في النظرية الوطنية وفي المراحل المقبلة عليها، ونؤكد بأن هذه الجلسة لن تكون الأخيرة فهناك أمور سنتباحث بها لتقريب وجهات النظر قدر الإمكان لنكون حينها جاهزين لجلسة إنتخاب الرئيس”.

ثم ألقى النائب محمد سليمان كلمة باسم تكتل “الاعتدال الوطني” وقال فيها “نرحّب اليوم بوفد تكتل الجمهورية القوية، ونؤكد بأننا في التكتل سنعمل دائمًا مع جميع الكتل الوطنية للتلاقي على رئيس ينتشل البلاد من الأزمات التي يُعانيها”. أضاف “تجمعنا وتكتل الجمهورية القوية العديد من الأمور والنقاط الوطنية، نعدكم بأننا مستمرون باللقاءات مع جميع الكتل لإنجاز رئيس على قدر المسؤولية التي تحتاجها المرحلة المقبلة. من الضروري جدًا أن تكون جلسة الإنتخاب الثانية مبنية على اختيار وانتخاب الرئيس المنشود”.

ليس بعيدا، وفي وقت سُجل في الايام الماضية لقاء ضم معوض الى النائب وليد البعريني، زار “الاعتدال الوطني” الضيفي اليوم ويفترض ان يتوجه الى معراب في قابل الايام، علما ان أوساط المشاركين في اجتماع الامس، أكدت ان وجهات النظر لم تكن متباعدة الا ان حسم “الاعتدال الوطني” قراره الرئاسي، لا يزال يحتاج الى بعض الاتصالات.

في الغضون، تشير المصادر الى ان الحركة الاهم تدور بعيدا من الاعلام، وهدفُها جمع نحو ٦٠ صوتا لمعوض، وهي تشمل مشاورات مع النواب السنة، ومحادثات مكثفة مع التغييريين لإقناعهم بالسير بمعوض. حتى اللحظة، العملية تبدو صعبة الا انها غير مستحيلة، ورهان الأحزاب والشخصيات المعارضة هو على وعي التغييريين الذين سيدركون مع الوقت ان رماديّتهم وإصرارهم على إنجاح مبادرتهم بحد ذاتها فقط، لا الاستحقاق الرئاسي، سيكون مكلفا للبنان ككل اذ سيقدم الرئاسة الى ٨ آذار او الى الفراغ في افضل الاحوال…

على اي حال، فإن ما ستحمله الجلسة الانتخابية المقبلة ستُظهر في شكل اوضح، ما تمكّنت وما لم تتمكن هذه الحركة المكوكية من تحقيقه، تختم المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى