جنبلاط يُريد معوّض رئيساً في هذه الحالة فقط
كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
دخل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الإستحقاق الرئاسي وفي جعبته أصوات ربما تخصص للحسم في اللحظة الاخيرة، لهذا المُرشح أو ذاك. وهو القادر على خلط أوراق الجميع، ويُمهد إلى المرحلة اللاحقة. حتى في معركة الرئاسة الأولى، في الموقع المسيحي الأول، يستطيع أن يكون الناخب الأوّل، على طريقته.
لكنّ السؤال الذي يطرحهُ المراقبون، هل رسم “البيك” خيوطه الرئاسية الى حدٍّ ما؟
بالتأكيد، جنبلاط يعوّل على وصول رئيس، وبشكل جازم، شرط الّا يكون من خانة محور الثامن من آذار، حتى لو كانت التقاطعات بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه برّي كبيرة في هذا الشأن.
وأبعد من ذلك، يتيقن جنبلاط المسار الرئاسي جيداً، وهو العالم، بمفاتيح اللعبة الرئاسية المناسبة، وهو المُتقدم على غيره بأشواط. ومعلوم ان “الرئيس” وقبل ان يتم الاقتراع له في مجلس النواب عليه المرور في دوائر القرار الغربية، وعليه أيضاً أنّ يكون معروفاً وله علاقاته الخارجية، التي تسمح له بإدارة مرحلة كالتي يمر فيها لبنان، لربما هذا ينطبق تماماً على النائب ميشال معوّض، وارث والده الرئيس الشهيد رنيه معوّض.
وهنا لا يُمكن لِجنبلاط أنّ يكون المعبر الوحيد، لكنّ في الوقت عينه لنّ يكون بمعزلٍ في حال تم التوافق مستقبلاً حول معوض، فكتلة “اللقاء الديمقراطي”، ستقلب الموازين حينها، في حال ضمن معوّض الـ65 نائباً الذين سيوصلونه رئيساً إلى بعبدا.
ويبدو أنّ التوازنات أثبتت في الجلسة الاولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قدرة قوى الثامن من آذار على إنتخاب رئيس من صفوفها، على أساس عدد الأوراق البيضاء الذي وصل إلى 63، في حين أنّ خيارالورقة البيضاءالذي تم التوافق عليه في الجلسة الأولى يعكس خلفه مجموعة من الخلافات بين القوى الاُخرى المواجهة لهذه القوى، كما يبدو ايضاً انّ تداعيات الازمة القائمة منذ 3 سنوات، تنتظر التسوية الكبرى التي تدفع الجميع إلى ربط مصير البلاد بإستحقاقات خارجيّة قد تطول، على وقع فيتوات متبادلة بين الاصطفافات السياسية، في ظل بلد مقسوم على نفسه، وامام متاريس اجتماعية وامنية بين اللبنانيين.