جامعة الوطن مهددة بالزوال!
مع بداية العام الجامعي الجديد يعيش طلاب الجامعة اللبنانية في غموض يلفّ مصيرهم الدراسي حيث من غير المعلوم حتى الساعة ما إذا كان هناك قدرة على استقبالهم، بسبب حالة العجز غير المسبوقة لجهة تأمين المحروقات الأوراق والحبر للامتحانات واضراب الاساتذة.
فبدلًا من أن يهتم الطلاب باختصاصهم ومهنتهم وطموحهم تتجه أنظارهم الى تأمين أدنى حقوقهم المتمثلة بإمكانات الجامعة اللبنانية التي قد تؤثر على عامهم الدراسي المقبل.
الاساتذة في الجامعة اللبنانية ليسوا في أفضل حالٍ هم أيضأ. فالازمات المعيشية المتلاحقة الى جانب انهيار الليرة وبالتالي قيمة رواتبهم التي تآكلت فرضت عليهم أخذ خيار الاضراب المفتوح لعلهم يستطيعون تحصيل “فلس الارملة” من الدولة المتهالكة.
الوضع مزرٍ… الجامعة الوطنية على شفير الانهيار… فيما مصير أكثر من 50% من الطلاب اللبنانيين في مهبّ الريح خصوصًا مع دولرة الاقساط الجامعية الخاصة وعدم قدرة البعض على اللجوء الى تلك الجامعات كبديل عن “اللبنانية”.
أحد الاساتذة المتفرغين في الجامعة لا يخفي عبر Kataeb.org تشاؤمه حيال بداية العام الدراسي.
ولفت الى ان مشكلة ميزانية الجامعة قديمة وكانت تتناقص من سنة الى سنة، وبالتالي فإن الاموال المخصصة لصيانة المباني وتأمين الكهرباء المياه والامور البديهية التي تحتاج اليها الجامعة لحسن سير العمل غير موجودة، وفي حال وجودها فهي لا تكفي لتغطية تكاليف الكليات التي تحتاج بعضها الى مختبرات وادوات ومواد اساسية في التعليم التطبيقي.
وتابع:” جزء آخر من المشكلة متعلّق بالراتب، بحيث يحصل الاستاذ المتفرغ على 250$ شهريًا بالحد الاقصى بحسب سعر الصرف اليوم وبالتالي لا يغطي الحد الادنى من مصاريفه التي يحتاجها لتأمين الاكل والشرب لعائلته ولعيش حياة كريمة، ولا تكفيه ليستطيع الوصول الى كليته واداء واجبه التعليمي”.
واضاف: “لكل هذه الاسباب لايزال الاساتذة مستمرين في اضرابهم خصوصًا وان الوعود لم تتحقق، اضافة الى ان مساعدات كثيرة وصلت الى موظفي الدولة في حين لم يحصل الاساتذة على شيء، وبسبب كل ذلك فإن الاساتذة غير متحمسين على فك اضرابهم “.
وأكد ان الطلاب يدفعون ثمن الموازنة الضئيلة والاهتراء الذي وصلت اليه الجامعة، مضيفًا:” الاساتذة مضربون اليوم لان لا امكانية لبدء العام الدراسي فضلا عن غياب الاوراق في بعض الكليات والمحابر ولا قدرة للجامعة على تحمل الاكلاف الاخرى”.
وتمنى الا تطول هذه المرحلة لانها بمثابة خسارة للجامعة الام، خصوصًا وان بعض الطلاب غير قادرين على الانتقال الى الجامعات الخاصة نظرا لارتفاع كلفتها وبالتالي من المهم ان تبقى الجامعة قادرة على القيام بالدور المناط بها وان يجري العمل على تحسين وضع الاستاذ كي يقوم بدوره، لان تحسن الجامعة مرتبط بتحسن الوطن، و”كما يكون لبنان تكون الجامعة وكما تكون الجامعة يكون لبنان”.
رئيس دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب وشباب الكتائب أنطوني بو أنطون اشار من جهته في حديث لموقعنا الى ان مشكلة الجامعة تُقسم الى قسمين، الاول متعلق بأمور داخلية والقسم الثاني متعلق بوضع البلد الاقتصادي الذي يشكل الحصة الاكبر.
وتابع:” غلاء البنزين وصعوبة التنقلات جعل الطالب غير قادر على الذهاب الى صفه هذا العام، فضلا عن مصاريف الكتب والمعدات في بعض الاختصاصات التي باتت عبئًا على الطالب لا يستطيع تحملها خصوصا وان الطلاب في الجامعة اللبنانية يواجهون صعوبة بالعمل أثناء الدراسة بسبب النظام الاكاديمي الصارم”.
واضاف:” اما المشاكل الداخلية التي تؤثر على الطلاب، فهي الاضرابات الطويلة التي تتكرر سنويًا ما يؤدي الى تأخير اجراء الامتحانات وبالتالي عرقلة اوراق بعض الطلاب الذين يريدون السفر الى الخارج لاستكمال دراستهم، وهي مشكلة نعاني منها في كل عام جامعي، ولكن هذا العام هناك خطر جدي على الطلاب في ظل الغموض الذي يلف مصير العام الدراسي الجديد وهذا لا يتعلق فقط بقرار الاساتذة التراجع عن اضرابهم انما ايضا بميزانية الجامعة غير الكافية لتشغيلها، والسؤال المطروح هل يمكن للادارة ان تفتح الجامعة في ظل الميزانية الضئيلة ؟”.