خطة المعارضة لـ “ضرب حزب الله”
لا يمرّ أسبوعٌ، دون أن نسمع عن لقاءٍ نيابي لنواب المعارضة، لبحث موضوع الإستحقاق الرئاسي وأهمية اختيار شخصية تُخرج لبنان من نفق المحور الإيراني نحو عالم الغرب والعرب الواسع. نوابٌ من مختلف التوجهات والإرتباطات والمبادىء السياسية، يلتقون بشكلٍ دوري، للبحث عن “خليفةٍ” للرئيس ميشال عون، الذي بات قريباً جداً من العودة إلى الرابية.
في الظاهر، مهمٌ جداً أن يحصل تعاونٌ نيابي بين مختلف الأفرقاء منعاً لحصول الفراغ الرئاسي، ومن المهم أيضاً أن يتلاقى النواب، معارضين كانوا أم تغييرين، لمناقشة الأفكار والمواصفات المفروض توافرها في الرئيس القادم، لكن ما لا يمكن الوقوع به، هو أن تكون هذه اللقاءات بشكلها ومضمونها عبثيةً بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى.
عشرات اللقاءات حصلت وحتى اللحظة لم تستطع القوى المعارضة اختيار مرشّحٍ واحد، تجتمع حوله الآراء ويتمّ السير به نحو ساحة النجمة عند أول جلسة يدعو لها رئيس مجلس النواب نبيه برّي. ولفتت مصادر نيابية لـ”ليبانون ديبايت” إلى أن اللقاءات التي تحصل لم تنجح حتى اللحظة في انتقاء شخصيةٍ مارونية تستلم الحكم بعد العهد “العوني”.
وبحسب المصادر، هناك تباينات في الرأي بين نواب المعارضة، منهم من يريد رئيس مواجهة يخوض معركة “كسر عضم” مع مرشّح “حزب الله” أو قوى 8 آذار، ومنهم من يريد رئيساً توافقياً يجتاز امتحان حارة حريك وعين التينة دون شوشرة، أمّا البعض الآخر، فيرى أنه من المُبكر اختيار مرشّح معيّن قبل أن يكشف الحزب عن هوية مرشّحه.
وكشفت المصادر، أن هناك عدة أسماء يتمّ التداول بها في لقاءات النواب المعارضين، كرئيس حركة “الإستقلال” النائب ميشال معوض، والنائب نعمة افرام، وقائد الجيش العماد جوزف عون، لكن المصادر عينها تقول إن الأسماء المذكورة، لا تمتلك حظوظًا مرتفعة كون أصحابها يشكّلون أزمةً حقيقية بالنسبة ل”حزب الله”، الذي يريد مرشّحاً مؤيداً لخطّ المقاومة دون أن يرتدي الزي الأصفر.
لكن “تكتيك” نواب المعارضة واضحٌ بما يخصّ رئاسة الجمهورية، وهو أن تقوم بترشيح “صقور” بمواجهة مرشّح الحزب، كي تُجبر الأخير على تجنّب حصول معركة رئاسية وخفض سقف مطالبه والذهاب نحو مرشّح توافقي، لأن المصادر تعتبر أن حصول معركة رئاسية ستجعل الفراغ الرئاسي يطول لفترة طويلة وهذا ما لا ترغب به معظم القوى السياسية.
ووفق المعلومات، فإن عدداً من نواب المعارضة سيزور الرئيس نبيه برّي، للإطلاع منه على مبادرته أو توجّهه “الرئاسي”، حيث من المتوقع أن يكون لبرّي توجهاً معيناً خلال المرحلة المقبلة، لكن أول ما سيقوم به رئيس حركة “أمل”، هو وضع “حزب الله” بتفاصيل مبادرته كي يحصل على الضوء الأخضر لمباشرة الأعمال، كما أن الحزب سيبلّغ الرئيس برّي بالخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها في اختيار “الرئيس الجديد”.
“ليبانون ديبايت” – محمد المدني