أي رئيس جمهورية يريد التغييريون والمعارضة؟
كالتفتيش عن إبرة في كومة قش، هكذا يبحث نواب المعارضة عن شخصية مارونية قادرة على تبوؤ مركز رئيس الجمهورية، قادرة على نيل ثقة النواب للتصويت لها، وتتمتع بمواصفات تسمح لها بإخراج البلاد من أزماتها المستعصية. ومع انطلاق شهر أيلول بدأت تتكثف الاجتماعات، وآخرها لقاء عقد أمس لاستكمال البحث في الاستحقاقات. فأين أصبحت المساعي؟
النائب وضاح الصادق الذي يشارك في الاجتماعات يؤكد لـ”المركزية” ان “المساعي مستمرة، واجتماع الأمس كان تشاورياً واستكمالا للقاءات سابقة، وله علاقة بالتشريع، خاصة بعد الجلسة التشريعية الأخيرة والفوضى التي عمّت المجلس والطريقة التي تمّ فيها التصويت على قانون السرية المصرفية وغيره من القوانين”، مشيراً إلى “أننا اتفقنا، نحن النواب الذين نلتقي حول معظم الامور، ان نجتمع ونبدأ بالتنسيق مع بعضنا البعض”.
ألم يتطرق البحث الى الملف الرئاسي؟ يجيب الصادق: “لا، ولكن من الممكن ان يتجه اللقاء بمكان ما نحو هذا الملف، علماً أننا سنطلق يوم السبت مبادرتنا الرئاسية الانقاذية، وبالطبع سيليه اجتماع مع النواب القريبين منا، ومن الطبيعي ان يتمحور الاجتماع حول الملف الرئاسي”.
الى اين وصلت الامور لجهة توحيد الصفوف حول شخصية معينة، هل بدأ البحث في الاسماء خاصة بعد ان أعلن البعض عن ترشحهم للرئاسة؟ يقول الصادق: “المبادرة التي سنطلقها تنص على ان تكون هناك اسماء توافقية، لأننا لن نصل إلى أي مكان اذا كان الرئيس رئيس مواجهة، ينتمي الى هذا الطرف او ذاك، سنبقى سنوات بدون رئيس. وبالتالي نحاول ان نضع سلة أسماء بعد إطلاق المبادرة، نعتبرها مقبولة من الجميع، ولكن بدون أي تسوية على المواصفات الاساسية التي تخلينا عن بعضها في مراحل التسويات الماضية ورأينا الى أين أوصلتنا. لذلك، سنبدأ اجتماعات مع الكتل، في المرحلة الاولى مع نواب المعارضة الذين نجتمع معهم، ونكمل على كل الكتل الأخرى في محاولة لجوجلة الاسماء لنصل في النهاية الى اسم واحد”.
هل المساعي ايجابية وهل ثمة من تجاوب؟ يقول: “الجميع يعطي نفحة ايجابية لكن عندما ندخل الى العملي لا نعرف ما الذي سيحصل، هناك أشخاص يعتقدون ان القرار أكبر وان البلد لا يحتمل ان يخوض معركة كهذه او ان نكون بلا رئيس، وآخرون لديهم اجندات مختلفة ورؤية سياسية مختلفة ولكننا نأمل ان يكون لدى الجميع الوعي ان البلد في حالة انهيار كامل ولا يحتمل شهرا بلا رئيس فكيف بالحري سنة أو أكثر”.
هل سيتكرر مشهد نيابة رئاسة مجلس النواب وتشرذم صفوف المعارضة؟ يجيب: “الامور تغيرت اليوم. في تلك الفترة كان المجلس الجديد في بداية انطلاقته. كانت هناك كتلة قوية متماسكة وتعرف كيفية العمل ومنظمة، مقابل نواب دخلوا حديثا الى المجلس، اليوم الوضع مختلف وبدأت خارطة المجلس تتضح اكثر فأكثر”.
ويختم الصادق: “الوضع في البلد أسوأ حتى مما يعتقده البعض وما نراه في “الداخل” أسوأ بكثير مما يراه الناس في “الخارج”، اذا لم نذهب اليوم باتجاه انتخاب رئيس جمهورية ورئيس حكومة وتشكيل حكومة خلال الثلاثة اشهر القادمة، فنحن نتجه الى مرحلة اسوأ بكثير”.