السيناريو العراقي يُقلق لبنان
كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: الازمة الدستورية- السياسية التي يتخبَّط فيها العراق منذ عام، حيث تتعثر المؤسسات الدستورية ويسود التوتر والإرباك، هي في الدرجة الأولى ترجمة للمواجهة التي تخوضها إيران. وكذلك، إنّ هذا الصراع بين إيران وخصومها هو جوهر الأزمة الدستورية التي يقع فيها لبنان حالياً، والتي تتمثّل بتعثر تشكيل الحكومة وترجيح تعثّر الانتخابات الرئاسية.
وعلى رغم مرور 10 أشهر على الانتخابات التشريعية في العراق، ما زال مجلس النواب عاجزاً عن تشكيل حكومة ائتلافية، أو انتخاب رئيس للجمهورية. وإذ بدأت الأزمة آنذاك باشتباكات عنيفة في بغداد، وبمحاولة اغتيال لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فإنّ ما يثير المخاوف اليوم هو العودة إلى لغة العنف في العراق، فيما آفاق التسويات السياسية مسدودة تماماً.
ولذلك، بعد التطورات التي شهدها العراق، في أعقاب إعلان السيد الصدر انسحابه من الحياة السياسية وما تلاه من صدامات، ثمة خوف في لبنان من تداعيات خطرة للانسداد السياسي والدستوري الذي سيبلغ مداه بعد شهرين. وكل عناصر الانهيار أو الانفجار موجودة في لبنان كما في العراق.
قد يكون من حظّ البلدين أن تتحقق انفراجات على المستوى الدولي- الإقليمي يستفيدان منها لتحقيق حدّ أدنى من الاستقرار. وفي الدرجة الأولى أن يتمّ توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران. ولكن، إذا تعثرت التسويات في الخارج، فليس مستبعداً أن يُقبل العراق على خريف صعب… ولبنان أيضاً.