ماذا يريد “التيار” من الرئيس الجديد؟
جاء في “المركزية”:
مع اقتراب شهر أيلول، يبدأ العد العكسي لرحلة البحث عن رئيس للجمهورية. معظم القوى السياسية أدارت محركاتها وبدأت تجري اتصالاتها وتضع مواصفاتها استعدادا للاستحقاق الرئاسي. فماذا عن “التيار الوطني الحر”، وهل أطلق محركاته للبحث عن الشخص المناسب، وما هي المواصفات التي يجب ان يتمتع بها الرئيس في المرحلة المقبلة؟
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب اسعد درغام يؤكد لـ”المركزية” ان “من المبكر الحديث عن المواصفات والاشخاص نظرا لتركيبة مجلس النواب المؤلفة من مجموعة أقليات ولا أكثرية لأي فريق”، مشيراً إلى ان “من الافضل، في ظل الوضع الذي يمرّ به لبنان على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والمالي او السياسي، ان يأتي رئيس مدعوم اولا من كتلة نيابية وازنة في بيئته او يمثلها، وثانيا ان يكون مدعوما من أكثرية الكتل النيابية. نحتاج إلى رئيس يستطيع ان يلمّ البلد، وأن يتمكّن ولو بالحد الادنى، من التواصل والتحدث مع جميع الافرقاء، رغم ان رئيس الجمهورية حتى لو جاء من بيئة معينة او كتلة او حزب معين، فبإمكانه ان يتواصل مع الجميع بعد وصوله الى سدة الرئاسة. لكن، علينا ان ننتظر حتى بداية ايلول للبحث في انتخابات الرئاسة والمواصفات والاشخاص والتحالفات، لأن لا بد من قيام تحالفات معينة لكي تأتي برئيس للجمهورية بطبيعة الحال”.
هل توافقون الرأي بأن على الرئيس ان يكون رئيس تحدٍّ، يجيب: “لا عاقل في البلد، خاصة في المرحلة التي نعيشها، يقول إن من المفترض انتخاب رئيس تحدّ. تحدي ماذا؟ هل الوضع الذي نحن فيه يسمح بأن نقيم المتاريس؟ البلد مهترئ ويحتاج الى رئيس يستطيع التحدث مع الجميع ويمثل في بيئته، هكذا يفكر العاقل. أما قول بعض المسؤولين إننا بحاجة إلى رئيس تحدّ، فأقل ما يقال فيه أنه كلام بعيد عن المسؤولية التي يجب ان يتحلى بها رؤساء الاحزاب والكتل السياسية في الوضع الراهن”.
عن تشكيل الحكومة بعد السجال بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يجيب درغام: “هذا السجال قد يكون من اسبابه عدم تأليف حكومة. اتوقع ان تكون زيارة للرئيس ميقاتي الى قصر بعبدا خلال اليومين المقبلين”.
هل من امل في التأليف، يقول: “هناك بعض قنوات الاتصال مفتوحة وبالتالي لنتعاطى بايجابية مع هذا الملف، لأن الوضع لا يحتمل الفراغ او ان نصل الى انتخابات رئاسة الجمهورية من دون رئيس، لا سمح الله، في حال حصل اي تعقيد، لأن الجميع لا يملك امكانية الانتخاب، إنما الجميع يملك إمكانية التعطيل”.
ويختم درغام: “المطلوب، في ظل الوضع الراهن، المزيد من التعقل والحكمة، اللبناني لم يعد يهمّه مَن على صواب ومَن على خطأ، إنما يريد ان يعلّم اولاده ويطبب عائلته ويجد وظائف لأبنائه المتخرجين، وبالتالي سئم السجالات والمناكفات. ادعو الرئيس ميقاتي الى وقف هذه السجالات خاصة وانه رئيس مكلف لجميع اللبنانيين وبالتالي المفروض وضع حدّ لها”.