خارجيات

الأسد قريباً في الرياض؟

تسبق التطورات العربية والإقليمية، بأشواط، العقلية المحدودة التي يظهر عليها كثر من المسؤولين، ما خلا قلّة قليلة، إما ثبتت في الموقف بلا تلوّن، وإما باشرت إنعطافة ملحوظة لتواكب المرتقب وربما للانخراط فيه، على غرار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط.

تُسجّل مصادر سياسية رفيعة تحولين رئيسيين يحيطان بلبنان وسيتركان أثرا كبيرا ويصيبان تباعا بعض الداخل بفزع سياسي واضح، هذا الى جانب إرهاصات الاتفاق النووي الأميركي – الايراني متى حصل:

١-اعادة صوغ العلاقة التركية- الروسية على أسس تقاربية، وفي سياق سياسة خارجية مغايرة تنتهجها أنقرة في علاقتها مع المحيط، تُذكّر بنظرية صفر مشاكل التي كان عرابها الوزير السابق أحمد داوود أوغلو. ويأتي في هذا السياق التصرّف المختلف للحكومة التركية مع المعارضة السورية والذي بات على قاعدة تقرب من العدائية، في موازاة اعلانها صراحة الرغبة في اعادة اللاجئين السوريين وفق برنامج زمني مستعجَل.

وستواكب أنقرة سياستها الجديدة تجاه سوريا بلقاء أصبح قريبا بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وبشار الأسد بسعي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تستضيفه أوزباكستان منتصف أيلول، على هامش اجتماع مرتقب لقادة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة سمرقند.

٢-تتويج الحوار السعودي- السوري الأمني والسياسي بزيارة يُقال إنها أصبحت على قاب قوسين للرئيس الأسد الى الرياض. ويشكّل هذا التطور، حال حدوثه، انعطافة غير مسبوقة ستترك أثرها في مجمل المشهد العربي.

وتعتبر المصادر السياسية الرفيعة أن البرودة النسبية التي تتحكّم بالاستحقاق الرئاسي لا ريب أنها تعود في جزء منها الى إنتظارات محلية للتطورات المتسارعة المحيطة بلبنان، بالنظر الى أن تأثيرات الإقليم وتغّيراته الدراماتيكية تفترض التروّي في مقاربة الملف الرئاسي.

تأسيسا على هذه القراءة، تُقرأ الإستفاقة المتأخّرة على الحكومة بعد إهمال طال ٤٥ يوما، وبعدما تيقّن المعنيون أن الطريق الرئاسي لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، مرشّح رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، غير ميسّر راهنا وقد يكون طويلا وشاقا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى