خارجيات

طهران تُطالب السعودية بالإفراج عن إيراني مُعتقل!

طالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس 18 آب 2022، السعودية بالإفراج الفوري عن مواطن لها احتُجز بالمملكة في أثناء أداء فريضة الحج.

حيث ذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، أن “الوزير الإيراني تقدم بطلبه في اتصال هاتفي مع نظيره العماني”.

ولا يزال الحج أحد مجالات التعاون القليلة بين الخصمين الإقليميين إيران والسعودية، اللتين قطعتا العلاقات في عام 2016.

ونقلت وكالة فارس عن مجتبى ذو النور عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، قوله: “إذا لم يُظهر السعوديون حسن النية ويطلقوا سراح الحاج المعتقل، فمن الطبيعي أن تتخذ إيران إجراءات مضادة”.

كانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت أن “الرجل اعتُقل بسبب حمله صورة لقاسم سليماني، القائد بالحرس الثوري الإيراني الذي قُتل في غارة أميركية بطائرة مسيرة في كانون الثاني 2020″.

ولم تذكر وكالة فارس تفاصيل عن سبب مناقشة الموضوع مع الوزير العماني، لكن السلطنة وسيط منذ فترة طويلة بين طهران وخصومها.

أجرت إيران والسعودية، اللتان تخوضان صراعات بالوكالة في أنحاء المنطقة، حتى الآن خمس جولات من المحادثات في العراق سعياً لتطبيع العلاقات.

كانت المفاوضات بين الرياض وطهران توقفت في تشرين الثاني 2021، في أعقاب انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً جديداً لإيران، بعد أربع جولات من المفاوضات التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد.

بالعودة إلى الجولة الخامسة المحتملة للحوار السعودي- الإيراني، في العاصمة العراقية بغداد، يقول المسؤول الأمني الإيراني، في حديثه لـ”عربي بوست”: “إدارة رئيسي عازمة على تحسين العلاقات مع السعوديين، وتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق هذا الأمر، لذلك من المتوقع أن تكون الجولة الخامسة إيجابية بشكل كبير”.

في السياق نفسه يقول المسؤول الحكومي الإيراني، المقرب من الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي، لـ”عربي بوست”: “الرئيس إبراهيم رئيسي مهتم بشكل كبير للغاية باستعادة العلاقات بين طهران والرياض، وتحسين علاقات الجمهورية الإسلامية بجيرانها العرب بشكل عام، نحن لا نعول على الغرب مرة أخرى، فلدينا الشرق وجيراننا العرب، وهم أولوية لطهران”.

منذ أن انتُخب في حزيران عام 2021، تبنّى الرئيس الإيراني المحافظ ورجل الدين إبراهيم رئيسي استراتيجية كبيرة لتحسين العلاقات الإيرانية مع دول الخليج. وبحسب المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ”عربي بوست”، في تقرير سابق، فإن “رئيسي عازم على توسيع العلاقات الإيرانية مع المملكة العربية السعودية بشكل خاص، لذلك يصرّ على استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أسرع وقت”.

وفي ضوء هذه الخلفية، يقول المسؤول الحكومي الإيراني المقرب من الرئيس الإيراني: “في العام الماضي، تواصَل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع السيد إبراهيم رئيسي، من أجل الاستثمار في العلاقات السعودية الإيرانية، مرحِّباً بدعوة الرئيس الإيراني إلى ضرورة تحسين العلاقات الإيرانية السعودية”.

بحسب المصدر ذاته، فإن “هذا التواصل بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الجمهورية الإسلامية إبراهيم رئيسي، تم بواسطة وسيط عراقي، لكن لم يفصح المصدر عن هوية الوسيط العراقي، أو المعاد الدقيق لهذا التواصل بين محمد بن سلمان وإبراهيم رئيسي”.

على ما يبدو، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عهد إبراهيم رئيسي حريصة على التواصل مع جيرانها العرب، وبالتحديد المملكة العربية السعودية، بغض النظر عن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، فقد قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض في كانون الثاني 2016، بعد أن اقتحم عدد من الإيرانيين منشآت دبلوماسية سعودية في العاصمة الإيرانية طهران، احتجاجاً على إعدام السلطات السعودية رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى