مليارات الدولارات تدخل لبنان ولكن!

كتبت إيفانا الخوري في “السياسة”:
لم يصلّ النفق اللّبناني إلى آخره بعد ويبدو أنّ ظهور الضوء في نهايته لن يحصل بسرعة. كلّ المؤشرات تؤكد أنّ الانهيار الحرّ الحاصل من دون محاولة لجمه كان يجب أن يولّد غضبًا وفوضى وارتطامًا.
ويمكن القول إنّ أموال المغتربين المتواجدين في لبنان وتحويلاتهم من الخارج كلّها تفاصيل تضبط الشارع اللّبناني على الرغم من أنه يغلي. مع الإشارة إلى أنّ المواطنين يخشون من أن تؤدي تحركاتهم إلى المزيد من الفوضى مع رفع المسؤولين جميعًا أيديهم.
6.61 مليار دولار وصلوا… و”الخير لقدام”!
وفي بيان صادر عنها، لفتت شركة WorldRemit، إلى أنّ في ظلّ الارتفاع العالمي لتكاليف المعيشة ومعها معدلات التضخم إلى مستويات عالية جديدة في الاقتصادات الرئيسية، بدا تأثير هذه التكاليف أقل على المغتربين في كلّ أنحاء العالم المؤتمنين غالبًا على دعم أحبائهم ماليًا من الخارج.
ووفقًا للبيان نفسه، شكلّت التحويلات المالية في البلدان التي تشهد عدم استقرار اقتصادي كلبنان 18.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2020. وشددت الشركة على أنّ لبنان تلقى 6.61 مليار دولار أميركي كتحويلات شخصية في عام 2021 مقارنة مع 6.2 مليار دولار أميركي في عام 2020، مشيرةً إلى أنّ هذه الأرقام تواصل الارتفاع مع استمرار المغتربين اللّبنانيين في ضخّ الأموال في الاقتصاد اللّبناني.
عجاقة: لهذا السبب لا ينخفض الدولار الأسود
ومع هذه الأرقام بالإضافة إلى الدولارات التي تدخل أخيرًا من ما يضخه التواجد المحلي للمغتربين والسوّاح، يُصبح السؤال عن سبب استمرار ارتفاع دولار السوق السوداء وتجاوزه الـ 31 ألفًا طبيعيًا.
في السياق، يقول الاقتصادي جاسم عجاقة إنّ دولار المغتربين والسوّاح لا يدخل في النظام المصرفي والقنوات الرسمي ولو كانت العملة الخضراء تمرّ عبر هذه القنوات لكنّا لاحظنا انخفاضًا في سعر الصرف.
وفي حديثه لـ “السياسة”، يشير عجاقة إلى أنّ الدولار حاليًا إمّا يخزنه المواطنون في المنازل أو يبيعونه في السوق السوداء وبالتالي لا يدخل في العملية الاقتصادية المعتادة مؤكدًا أنّ الحديث عن تصحيح الأجور في القطاع العام خلق جوًا يؤكد أنّ سعر الصرف في السوق السوداء سيشهد المزيد من الارتفاع.
أمّا عن الرقم القياسي الجديد الذي من المتوقع أن يصله الدولار على وقع التطورات المرتقبة، فيشدد عجاقة على أنه لا يمكن التكهن بذلك لكنّ الأجواء الحالية وغياب الإجراءات الفعّالة التي ينبغي على السلطة التنفيذية اتخاذها تشكّل مؤشرًا لاستمرار ارتفاع الدولار الأسود إلّا إذا تحرّكت الحكومة ووضعت سياسات جديّة للجم الارتفاع.
تثبيت الدولار
تجدر الإشارة إلى أنّ الأوساط المحليّة تضج بأخبار مفادها أنّ الدولة ستسعى لتثبيت الدولار على الـ 50 أو الـ 60 ألفًا، إلّا أنّ عجاقة نفى ذلك، مؤكدًا أنّ تثبيت الدولار صعب جدًّا ويحتاج إلى الإصلاحات بداية وبعدها يجب الانتظار فترة حتى يستقر سعر الدولار على سعر صرف معيّن ليُثبت عندها على السعر الأخير.
إلى ذلك، يبدو أنّ الدولار الجمركي دخل دوامة مفرغة ما يعني أنّ إقراره قريبًا بات صعبًا رغم أنّ الدولة تحاول تأمين الإيرادات من خلاله لتغطية المساعدات التي أٌقرت لموظفي القطاع العام.