دمج المستشفيات الخيار الوحيد بعد إقفالها… ولكن!
جاء في “المركزية”:
فرضت الظروف القاسية التي يعيشها القطاع الاستشفائي والطبي البحث عن حلول تساهم في مواصلة نشاطه، لتفادي الاتجاه نحو الإقفال، لعل ابرزها عمليات الدمج التي انطلقت اخيرا، بحيث تنضم إدارة مستشفى يواجه صعوبة في تقديم خدماته بسبب وضعه المادي إلى مستشفى آخر متمكن مادياً، خصوصاً وأن الشراء شبه مستحيل في ظلّ المعاناة التي تعيشها المستشفيات، بعد أن أدّى الوضع الاقتصادي-المالي-النقدي في لبنان إلى جعل كلفتها التشغيلية هائلة مقابل تعثرّ عمليات دفع الفواتير وتسديد المستحقات الاستشفائية.
عن مسار عمليات الدمج هذه يوضح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ “المركزية”، ان”تمّ الاتفاق اخيراً على ضم مستشفيي السان شارل والمونسنيور القرطباوي إلى “جامعة القدّيس يوسف في بيروت”. هذه الخطوات تبقى أفضل لأنها الخيار الوحيد بدل الإقفال فبعض المستشفيات لديها القدرة المادية على تشغيل أخرى ودفعها للحفاظ على نشاطها وتفعيله مثل “مستشفى أوتيل ديو”، وقد تلقينا الكثير من الشكاوى من العديد من المستشفيات بأنها مهدّدة بالإقفال نظراً إلى صعوبة تأمين الكلفة التشغيلية، لكن لا عمليات دمج اخرى في المدى المنظور”.
ويلفت إلى أن “الدمج ليس سهلاً لأن المستشفيات الخاصة التي يملكها أفراد عادةً ما تكون ملكيتها مشتركة بين أعضاء عائلة واحدة، بالتالي لديها قانون خاص وطريقة عمل وارتباطات محددة تختلف من مستشفى خاص لآخر ومن الصعب دمجها ليصبح الجميع مالكاً فيها. في الأحوال الطبيعية يمكن لمستشفى أن يشتري آخر ويملكه، لكن في هذه الظروف ومع تعثّر أغلب المستشفيات مادياً لا يمكن لأي منها القيام بعمليات شراء”.
على خطّ آخر، يشير هارون إلى أن “إضراب موظفي القطاع العام تسبب في تأخير كلّ معاملات المستشفيات مثل الفواتير وجداول الدفع في الإدارات الرسمية”، مؤكّداً تأييد المستشفيات “لمطالب الموظفين المحقّة ونشدد على أهمية حصولهم على حقوقهم، ولم نطلب استثناءات للمستشفيات خصوصاً أن من الممكن أن تؤثّر على موقف الموظفين. المطلوب من الحكومة في السياق العمل على تأمين حقوقهم ليتمكنوا من القيام بواجباتهم”.
إلى ذلك، تضاف مشكلة المازوت التي تزداد سوءاً وفق هارون “لأن ساعات التقنين من كهرباء لبنان بلغت الذروة وتصل أحياناً إلى 24 ساعة ما يجعل كلفة المازوت لتشغيل المولدات خيالية، وهذه من أكبر المشاكل التي يواجهها القطاع اليوم”، لافتاً إلى أن “المعاناة لا تزال هي نفسها وتعرقل دائماً تقديم الخدمات الاستشفائية بسهولة”.
أما بالنسبة إلى كورونا فيطمئن إلى أن “المستشفيات لا تزال قادرة على استيعاب الأعداد التي تصلها وأغلب المصابين لا تتطلب حالاتهم دخول المستشفى”.