ليل 31 تشرين: إطلاق مُفرقعات.. وربما “آر بي جي”؟
كتب شادي هيلانة في وكالة أخبار اليوم:
تسعون يوماً يفصل رئيس الجمهورية ميشال عون عن مغادرة قصر بعبدا. داهمٌ جدّاً هذا الإستحقاق الذي دقّت ساعته، في المقابل يبدو انّ الانتخابات الرئاسيّة، وفق التجارب اللبنانية الحديثة، يمكن أنّ تطول كثيراً، بحيث تكون المهل الزمنية المنصوص عنها في الدستور، مجرّد “حبر على ورق”. ويحصل كلّ ذلك، وسط جمود في مشاورات تأليف الحكومة الجديدة.
فيما “همّة” النواب “مُشتتة”، بين ممانعين وسياديين وتغييريين، والذين يضربون “الأخماس بالأسداس”- فالخيارات ضيقّة امامهم، وكذلك الوقت – وحتى اللحظة التحالفات غير واضحة، وكذلك الإصطفافات، فالحديث عن عدم إمكانية التوافق بين نقيضين يعزّز المناخ بذهاب البلاد إلى “فراغ” بغياب أُفق أيّ تسوية رئاسية.
اذاً، امام واقع “دراماتيكي”، سيطوي العهد صفحتهُ على وقع أزمات متعدّدة الأوجه، ولا يبدو أنّ نهايتها قريبة، خصوصاً في ظلّ طبقة سياسيّة مصرّة على مواصلة الحكم وفقاً للنهج التقليدي، من دون أيّ اعتبار للمآسي التي تفاقمت خلال الأشهر الماضية، بعد دخول البلاد واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم، بشهادة المنظمات الدولية.
واقعٌ لِعهد وصفتهُ مرجعية وطنية بارزة، بالسقوط المدوّي للدولة اللبنانية، بعدما أخذ “حزب الله” منهُ كلّ ما يريده من حروبه في الخارج، ومعابره غير النظامية، الى تسويق النموذج الإيراني، واطلاق مسيراته من هنا وهناك، بالتالي تحويل البلاد الى منصة عدوان على دول تربط لبنان بها مصالح اقتصادية استراتيجية.
وجلّ ما تتمناه المرجعية نفسها، حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده، الذي سيكرس عهداً جديداً يمكن أن يُدخل لبنان في مرحلة مختلفة عن السابقة، وتتوقع ، انّ يشهد ليل 31 تشرين عرساً وطنياً للبعض، ستُطلق فيه المفرقعات والزغاريد، ويضحك ممازحاً وربما ال “آر بي جي”، واصفاً بكلمات بسيطة وبصور من الواقع اليوميّ الذي وصل اليه اللبنانيين : “نهشوا لحمهم ورموهم عظمة”، و”عصروهم حامضاً ورموهم قشرة”.